أصدر النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود قراراً، اليوم الأربعاء، بتشكيل لجنة طبية تضم عدداً من الأطباء المتخصصين لفحص حالة الرئيس السابق حسني مبارك الصحية، والوصول إلى آخر المستجدات التي ألمت به عقب نقله لسجن طرة. جاء ذلك بعدما تقدم فريد الديب، محامي الرئيس السابق، بطلب للنائب العام يلتمس فيه النظر في حالة الأخير الصحية التي تدهورت بشكل ملحوظ، كما طلب إعادته للمركز الطبي العالمي أو نقله لمستشفى المعادي العسكري. وقال موقع "بوابة الأهرام" إن مبارك لم يتحمل 100 ساعة قضاها داخل سجن طرة، حيث تعرض خلالها للعديد من الإصابات النفسية والعصبية آخرها أزمة قلبية حادة أصيب بها مساء أمس الثلاثاء، وتسببت في إرباك المناخ العام بسجن المزرعة بأكمله، حيث استدعى الطبيبان المكلفان بمتابعة حالة مبارك داخل المستشفى قيادات العمل الأمني وباقي أعضاء الفريق الطبي، وتم إنقاذه من الموت. وفي تمام الساعة 9 صباحاً، قدم الفريق الطبي تقريراً طبياً أفادوا فيه بأن حالة النزيل مبارك متردية للغاية، حيث يعاني تذبذباً أذينياً بالقلب وبداية نوبة اكتئاب وضيقاً حاداً في التنفس، كما تعرض لحالة اختناق، وتم التعامل مع تلك النوبات بوضعه على جهاز تنفس الأكسجين بالمستشفى. وقال الأطباء إنه في حالة تكرار تلك الأزمات يصعب التعامل معها من خلال الإمكانيات الموجودة بمستشفى المزرعة بطرة، مؤكدين أن عدم قدرة مبارك على الحركة أصابته بحالة نفسية تسببت بتعرضه لبعض حالات الهلوسة وعدم القدرة على تحديد مناطق الكلام. وقضى ضباط سجن طرة والأطباء المكلفون بالرعاية الطبية لمبارك ليلة عصيبة، خاصة لوجودهم معه على مدار اليوم الكامل بدون تشغيل مكيفات التبريد الهوائية، لأن الرئيس السابق اعتاد على عدم التعامل معها أو استخدامها، حيث دأب على رفض تشغيل المكيفات بغرفة العناية المركزة أو أي مكان آخر لأنها تتسبب له بأضرار صحية جسيمة. ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الأربعة الماضية وقلة فتحات التهوية داخل المستشفى، اضطرت إدارة سجن طرة إلى توفير مراوح كهربائية للفريق الطبي وللنزيل جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، الذي تم نقله ليكون مرافقاً لوالده أثناء فترة علاجه، ولحين انتهاء العارض الصحي الذي يمر به. وأكدت المصادر أنه نظراً لارتفاع درجة حرارة الغرفة المودع بها الرئيس السابق المحكوم عليه بالسجن المؤبد فقد قام بخلع "الترينج" الذي كان يرتديه، وقام فريق التمريض بإلباسه بيجامة من القماش الخفيف زرقاء اللون، خاصة أن مبارك يحيط بالسرير الخاص به عوازل من حوائط الألوميتال المصنوعة غالبيتها من الزجاج حتى يتمكن الأطباء والممرضون من متابعة حالته الصحية، وقد طالب نجل الرئيس السابق جمال مبارك بانتداب أحد الأطباء المتخصصين الذين سبق وتعاملوا مع والده من خارج السجون، إلا أن إدارة السجن رفضت؛ لعدم قانونية ذلك الإجراء. وأشارت بعض المصارد الأمنية رفيعة المستوى، إلى أن نجلي الرئيس السابق خرجا عن حالة التماسك وحسن المعاملة التي اعتادا الظهور بها، حيث ظهرت علامات التوتر والحزن الشديد على النزيل جمال مبارك، بعد تعرض والده لأزمات صحية بسبب حبسه في طرة، وبدا وشقيقه علاء يتوسلان لإنقاذ والدهما لجميع الضباط الموجودين بالسجون من قيادات وأطباء، مطالبين بنقله إلى مستشفى آخر يتوافر فيه الأجهزة الطبية الحديثة والأدوية التي يحصل عليها مبارك، ومنها عقاقير الحقن الخاصة بإذابة الجلطات الدموية وتنشيط الدورة الدموية والتي تعالج أيضاً الارتفاع في ضغط الدم الذي يعاني منه الرئيس السابق بشدة، وطالب جمال من قيادات السجن الاتصال بمحاميه لمخاطبة النائب العام بتردي الحالة الصحية لمبارك وتقدم بطلب لنقله من مستشفى السجن إلى مستشفى آخر. ورداً على ما تردد صباح أمس من نقل الرئيس السابق من مستشفى طرة، أكد مصدر أمني أنه لم يتقرر حتى الآن نقل مبارك، ولابد من موافقة النائب العام على هذا القرار، موضحاً أنه حال الموافقة على نقله سيتم إيداعه إما بمستشفى السجن الحربي الذي تم تجهيزه أخيراً، أو مستشفى المعادي للقوات المسلحة، أو إعادته للمركز الطبي العالمي، وهذا أضعف الاحتمالات، خاصة بعد الحكم على مبارك بالسجن المؤبد. وذكرت معلومات عن بعض المصادر رفيعة المستوى أن هناك طلبات قانونية بتطبيق القانون بحبس مبارك بصفته ضابطاً عسكرياً، وتنفيذ الحكم المدني عليه داخل السجون العسكرية، كما وردت أنباء عن إصابة زوجة الرئيس السابق بأمراض نفسية وعصبية شديدة، وتم إيداعها بأحد المستشفيات بعد زيارتها الأولى والأخيرة لمبارك داخل طرة. وأوضحت المصادر أن هناك محاولات مستمرة من الوكلاء القانونيين لمبارك ونجليه، من أجل عرض الحالة الطبية المتردية له على النائب العام والحصول على إذن بالإفراج الصحي أو تنفيذ العقوبة داخل مستشفى، على غرار ما يحدث مع باقي المواطنين، ووفقاً للقواعد القانونية التي تسمح بذلك.