تبحث أسرة سعودية من أم وثلاثة أولاد (صبي وبنتين) في مركز الحجرة التابع لمنطقة الباحة عن الهوية الوطنية منذ سنوات عدة، خاصة بعد وفاة والدهم. وقال وليهم الشرعي سعيد بن عبد الله بن حسن الزهراني، وهو أخو الأم من والدتها في حديثه ل "سبق": أم الأبناء الثلاثة (خضراء) تجاهلها والدها عند ولادتها في مركز الحجرة ولم يضفها في السجل المدني نظراً لجهله بالأنظمة، وزوّجها حين بلغت سن الزواج لرجل لم يهتم هو أيضاً بإضافتها، وأنجب منها أربعة من الأولاد (ولدين وبنتين).
وأضاف أن أحدهم تمكن من الحصول على بطاقة شخصية، وهو الابن الأكبر (علي) البالغ من العمر 17 عاماً بعد أن مُنع من إكمال تعليمه. وأوضح: خاطبنا وزارة الداخلية وتمت الموافقة على إعطائه بطاقة شخصية مستقلة، أما أشقاؤه الباقون فلم يحصلوا عليها، وهم عيدة (18 عاماً) وجمال (16 عاماً) وسعيد (سبع سنوات) وهو ما تسبب في حرمانهم من الالتحاق بالمدارس ليتعلموا مثل غيرهم، لعدم وجود سجل مدني لهم.
وتابع: تقدمت والدتهم "خضراء" التي هي شقيقتي للمحكمة بطلب توكيلي على معاملاتها بجميع الإدارات الحكومية، بالإضافة لولايتي الشرعية على الابن الأصغر (سعيد).
وأضاف: بعدها تقدمت بطلب لوزارة الداخلية أطالب فيه بتمكين شقيقتي (خضراء) وأبنائها الثلاثة من الحصول على الهوية الوطنية، فطلبت منا الوزارة إثبات من شيخ القبيلة وعدد من الشهود، وتصديق قاضي المحكمة. وتابع: قمنا بذلك وتم رفع المعاملة كاملة من إدارة الأحوال المدنية بمحافظة قلوة إلى منطقة الباحة ثم إلى قسم الجنسيات بوكالة الأحوال المدنية بالرياض، حي العليا.
وواصل الزهراني قوله: ما زالت المعاملة هناك حتى اليوم، رغم مضي أكثر من ستة شهور، ولم يتم الرد وأتردد على الرياض بصفة شهرية لعل وعسى تنتهي تلك المعاناة، إلا أنني لم أجد إجابة كافية.
وقال الزهراني: إن الأبناء لم يتمكنوا من التعليم كغيرهم من أبناء هذا الوطن، والسبب أن والدهم وجدّهم كانا في البادية ويجهلان الأنظمة. وأكد أن الأسرة تعيش الآن وضعاً مأساوياً لعدم حصولهم على الهوية الوطنية، حيث لم يتم تسجيلهم في الضمان الاجتماعي أو على الأقل الجمعيات الخيرية، ما جعلهم يعيشون في فقر مدقع وعلى حسنة المحسنين والسبب لا ذنب لهم فيه.
وناشد الزهراني المسؤولين بوزارة الداخلية، بالنظر في قضية شقيقته وأبنائها الثلاثة بنظرة عطف ورحمة، وحل مشكلتهم القائمة منذ سنوات.