في تصريحات أثارت الكثير من الجدل طالب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق مائير داغان إسرائيل بتبني مبادرة السلام السعودية التي تنص على حصول "إسرائيل" على تطبيع كامل مع الدول العربية مقابل الانسحاب بشكل كامل إلى حدود 1967؛ وذلك لضمان وجود "إسرائيل" في المستقبل. وجاءت تصريحات داغان في محاضرة خلال مؤتمر عن القيادة، عُقد في جامعة تل أبيب أمس الأول الأربعاء. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن داغان قوله: "إن على إسرائيل القيام بمبادرة من منطلق الاعتناء بمصالحها وضمان وجودها". مشيراً إلى "أهمية وضع الكرة في ملعب الجار؛ ليواجه هو المسائل، إضافة إلى تبني المبادرة السعودية التي تنص على حصول إسرائيل على تطبيع كامل مع الدول العربية مقابل الانسحاب بشكل كامل إلى حدود 67، بما في ذلك شرق القدس، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين". وأضاف داغان "لا بد من تقديم مبادرة سلام إسرائيلية، أما إذا لم نقدّم شيئاً، ولم نقبل المبادرة السعودية، فإننا نضع أنفسنا في الركن، وأنا أفضل قبول المبادرة على وضع إسرائيل في الركن". كما انتقد رئيس الموساد السابق مشاريع نتنياهو لمهاجمة إيران، ووصفها بأنها "مغامرة"، وقال داغان "على إسرائيل أن تعي تداعيات مهاجمة إيران، ومن بينها خوض حرب إقليمية". مضيفاً بأنه "يوصي رئيس الوزراء بعدم اتخاذ قرار بضرب إيران؛ إذ إنه من الأهمية بمكان دراسة جميع الخيارات المتوافرة دون اللجوء مباشرة إلى الخيار العسكري". وقالت صحيفة "واشنطن بوست" أمس: إن داغان اكتسب سمعته بوصفه مديراً للموساد، لا يخشى أعداء "إسرائيل"، لكنه يكشف علنا الآن أنه قلق من سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتُعدّ تصريحات داغان نادرة، وأصابت الكثيرين بالدهشة، خاصة من شخص عُرف عنه السرية التامة فيما يتعلق بعمله لثلاثة عقود في جهاز الاستخبارات. وقالت الصحيفة: إن نتنياهو لم يقدّم جديداً في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، سوى تكرار خطوطه الحمراء فيما يتعلق بالحدود وأمن إسرائيل في أي اتفاقية مستقبلية، وقد رفض نتنياهو الانسحاب إلى حدود 1967. وقد سيطرت تصريحات داغان على وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ حيث وصفها المعلقون ب"نداء لإيقاظ الحكومة الإسرائيلية"، فيما وصف مسؤولون داغان بأنه "تعدى الخطوط الحمراء". ووصف الوزير الإسرائيلي يوسي بيلد أقوال داغان بأنها "ثرثرة غير مسؤولة وتدمر أمن إسرائيل"، وقال "لم يكن هناك داع لأن نوجّه العرب إلى أسلوب تفكيرنا أو أنشطتنا أو مدى استعدادنا". وأضاف "إنني أعرف أن داغان قلق ونواياه طيبة، لكنه ما كان يجب أن يصرح بكل ما قاله علناً".