ترك ظبيٌ أسداً وثلاث لبؤات وذيولهم بين أقدامهم من الخجل، ومَعداتهم خاوية، بعدما انبعث كشعلة نار، قافزاً في الهواء نحو مترين، لينقذ حياته من بين المخالب والأنياب المتوحشة، في معركة قصيرة وغريبة. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: بدأت المعركة حينما كان قائد رحلات السفاري البريطاني ستيف بيلي يصطحب مجموعة من السياح في جولة بمحمية "إيسترن كيب" بجنوب إفريقيا، وعند أحد الممرات في المحمية توقفت المجموعة عندما شاهدوا أسداً وثلاث لبؤات يتربصون خفية، في انتظار وجبة غداء قادمة على الطرف الآخر للممر، كان ظبياً أوقعه حظه في طريقهم، وتوقع الجميع معركة قصيرة تنتهي بالظبي بين أنيابهم، وفي لحظة خاطفة وجد الظبي نفسه محاطاً باللبؤات، شعر الجميع أنها الدقائق الأخيرة، فرفعوا الكاميرات لالتقاط الصور. يقول ستيف بيلي "كنت أشعر بالكاميرات تهتز في أيديهم المرتعشة، إنه الإحساس بالخطر يهدد حياة الظبي وربما حياتهم، في مواجهة جوع اللبؤات". تقول الصحيفة: فجأة خرجت المخالب من مخابئها، وكشرت الأنياب عن نفسها، وطارت كل الأجساد في الهواء كأنها احتفالية على مذبح لكائن ضعيف، ولكن الحياة سرت في أوصال الظبي، لتبعثه شعلة نار من بين كل هذه المخاطر، وفي محاولة أخيرة مستميتة، قفز الظبي نحو مترين، رافساً بحوافره كل ما صادفه، ليطير الجسد في الهواء عالياً، في اللحظة التي كانت تهبط فيها الأسلحة، كأنها تستعد لضربة ثانية، كان الظبي يكمل رحلة النجاة، تاركاً للبؤات الخجل والعار والجوع. وهنا تنبهت الكاميرات على أول الممر، أن الجوع يمكن أن يوجه اللبؤات ناحية مصادر الأضواء والحرارة، فأسرع الجميع بركوب سياراتهم، والسير على طريق الظبي، أو طريق النجاة، لا يحملون معهم سوى ذكريات معركة قصيرة في الطرف الآخر من العالم.