وكالات الأنباء تلتقط هذه المرة خبرا لايتعلق بالحروب أو بالثورات ولا بالانتخابات، بل خبرا طريفا عن «لبؤة افترست أنثى ظبي وقطعت أوصالها والتهمتها، وبعد فراغها من الوجبة الدسمة ظهر أمامها جدي الظبية المنكوبة ولدهشة حراس الحديقة فإن اللبؤة تبنت جدي الظبية بحنان ربما حتى إشعار آخر على الأقل. وكانت عدسة مصور عالمي التقطت المشهد الفاجع لافتراس الظبية، إذ إن الظبي كان يقف خائفا وهو يشاهد سيناريو افتراس أمه وبعد أن التهمت اللبؤة وجبتها تقدم الجدي الصغير نحوها والتي احتضنته بحنان، ولم يتوقف المشهد الغريب عند هذا الحد فحسب بل إن اللبؤة حينما سمعت أزيز دراجة نارية تعبر في الجوار حملت الجدي بين فكيها لتحميه في مكان آمن». هذه اللبؤة ذكرتني بمشهد لازال عالقا بذاكرتي عندما أظهرت كاميرات التليفزيون إبان حرب الخليج الأولى الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو يربت بحنو على رؤوس أطفال غربيين كان قد احتجزهم مع ذويهم ومنعهم من المغادرة من أجل استخدامهم كدروع بشرية في حالة قيام الدول الغربية بحرب ضده. يا له من إحسان مقرف ذلك الذي يقوم به الطغاة عندما يحتضنون الضحية بكل حنو وعطف ويمسحون على رأسها ويدجنونها ويدغدغون مشاعرها ثم يتحينون الساعة المناسبة عندما يجوعون لتغيير جلدهم الأبوي الحاني إلى وجوه كاشحة مكشرة عن أنيابها فينقضون عليها بدون رحمة أو هوادة.