شهدت منطقة الهرم بمحافظة الجيزة المصرية، جريمة قتل بشعة راح ضحيتها داعية كبير وزوجته بعدما عثرت عليهما أسرتهما داخل شقتهما مذبوحين ومطعونين طعنات عدة، بالإضافة إلى أن المجهولين قاموا بتكميم الضحيتين، واغتصاب الزوجة بغرفة نومها، وتواصل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تحقيقاتها في الحادث، حيث تم تشكيل فريق بحث من مصلحة الأمن العام بالوزارة، وجارى إجراء التحريات وجمع الأدلة وحصر المشتبه بهم من أجل التوصل إلى هوية مرتكبي الجريمة وإحالتهم إلى النيابة للتحقيق. وقالت صحيفة "اليوم السابع" القاهرية: إن البداية كانت بتلقّي اللواء عابدين يوسف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، بلاغاً من سكان شارع الترابيع بمنطقة فيصل بالهرم، يفيد بعثورهم على زوجين مذبوحين داخل شقتهما الكائنة بالطابق الرابع، فأمر بانتقال رجال المباحث إلى محل الواقعة وإجراء التحريات، وعلى الفور انتقل اللواء كمال الدالي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبصحبته عدد من القيادات الأمنية وتبيّن من التحريات أن المجني عليهما هما كل من "أحمد.م.ع" مصاب بضمور بالعضلات، ويستخدم كرسيّاً نقّالاً في الحركة وزوجته "منى .س.ع" عُثِر على الزوج مكمّماً ومُلقىً بأرضية الصالة، مصاباً بطعنات عدة نافذة بأنحاء جسده وذبح بالرقبة، وعُثِر على الزوجة عارية على سرير غرفة نومها، مصابة بطعنات عدة وذبح بالرقبة أيضاً، ومتعرِّضة للاغتصاب، وتبيّن من المعلومات أن المجني عليه داعية سلفي من كبار الدعاة السلفيين بالجيزة، وله نشاطه الدعوي المعروف بالمنطقة، كما أنه يدرس على يديه عدد كبير من طلبة العلم ويستفتيه الناس في أمور الدين، كما تبيّن أن زوجته ترتدي النقاب، وتبيّن من المعاينة سلامة منافذ الشقة كافة وعدم تعرّضها لأي آثار عنف، مما يفيد أن مرتكب الواقعة دخل إلى الشقة بطريقة هادئة، وبمعرفة المجني عليهما، كما أن مرتكبي الواقعة استخدموا أسلوباً بشعاً في تنفيذ الحادث، حيث سدّدوا عدة طعنات متفرقة بأنحاء جسديهما، كما أن عملية الاغتصاب كانت بطريقة وحشية، وأفادت التحريات أن الجريمة وقعت يوم الجمعة الماضي، وأن أفراد أسرتهما لم يكتشفوها إلا يوم الأحد. وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث من قطاع مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية؛ لإجراء التحريات والتوصّل إلى آخر المتردّدين عليه، خاصة أن الشيخ المجني عليه كان يستقبل العديد من تلامذته يومياً، بالإضافة إلى آخرين من أهالي المنطقة كانوا يتردّدون عليه؛ لاستفتائهم في بعض المسائل الفقهية وفى أمور دنياهم، كما شملت جهود البحث فحص آخر مكالمة هاتفية تلقّاها المجني عليه على هاتفه المحمول، وآخر مكالمة تلقّتها زوجته، بالإضافة إلى التأكّد من حقيقة التهديدات التي تردّد أن الضحية كان قد تلقّاها من مجهولين في الفترة الماضية. ونقلت الصحيفة عن نجل عم المجني عليه أن الشيخ تربطه علاقة طيبة بأهالي المنطقة كافة، فهو مشهور بينهم بالتقوى والإيمان، ويحبه الأقباط قبل المسلمين، وذكر أن الشيخ يقيم بالطابق الثالث في عقار يقيم به عمه وأبناء عمومته، وعن كيفية اكتشاف الحادث ذكر أنه منذ يوم الجمعة الماضي، يوم وقوع الجريمة، تردّد على شقة الضحيتين عدد كبير من أصدقائهما وأقاربهما وخاصة شقيقته الصغرى التي كانت تتردّد عليه يومياً؛ للاطمئنان عليه، وشراء احتياجاته التي يطلبها، إلا أن المتردّدين عليه لم يتلقّوا أي استجابة من داخل الشقة، فتعدّدت ظنونهم بين نوم الشيخ أو انشغاله في قراءة كتب الفقه والشريعة، خاصة أنه إذا انشغل بالقراءة كان لا يسمح لأي شخص بمقاطعته حتى يوم الأحد صعدنا إلى الشقة، وطرقنا على الباب، فلم نتلقَّ أي ردّ، فتوجّهنا لشباك المطبخ المطل على منور العقار، وقطعنا سلك الشباك ثم تسلّل أحد الأطفال، وفتح الباب من الداخل، لنفاجأ بالشيخ ملقىً أرضاً بصالة الشقة غارقاً في دمائه، ومكمّماً بلاصق على فمه، كما عثرنا على زوجته أيضاً عارية على سرير نومها وغارقة في دمائها. وذكر محمد عبد الوهاب صديق المجني عليه أن الشيخ يُعدّ من كبار العلماء السلفيين، له علاقة صداقة بالعديد من علماء السلفية المشهورين أمثال الشيخ محمد حسان والشيخ محمد يعقوب، يدرس على يده طلاب كثر، واصفاً إياه بالهادئ في طباعه، لا يردّ يد أحد أبداً، يقف بجانب المظلومين، ويحترمه أهالي منطقته، نظراً لقدره الكبير وتقواه. أما أيمن أحمد من أصدقائه أيضاً، فقال: إن الشيخ كان يتردّد على شقته عدد كبير من طلابه؛ لتدريس العلوم الشرعية لهم، وكان يضع مفتاح الشقة أسفل الباب، فكان إذا رغب أي شخص في الدخول عليه الاستئذان أولاً ثم يطلب منه الشيخ فتح الباب بالمفتاح المتروك أسفل الباب من الخارج، وهو الأمر الذي ربما يؤكّد أن مرتكبي الجريمة استخدموا هذا المفتاح في الدخول، خاصة أن جميع منافذ الشقة سليمة، وقال محمد عاطف ومحمد طارق من طلاب الشيخ: إن السبب في تأخّر اكتشاف الجريمة أن الشيخ كان يتداوى من مرض أصابه ببعض الحقن، وكانت هذه "الحقن" تتطلّب الراحة، وهو الأمر الذي دفعنا لعدم الإلحاح في الاتصال على الشيخ خلال تلك الفترة.