اعترف مدير الخدمات الطبية بوزارة الشؤون الاجتماعية، الدكتور طلعت وزنة، بوجود قصور وعجز في الخدمات المقدَّمة لبعض المعاقين بمراكز التأهيل الشامل، مؤكداً أن الاعتراف الخطوة الأولى لحل هذه المشاكل. جاء ذلك خلال استضافته مع المشرف العام على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة، الدكتور حسين الشريف، والدكتور بندر العتيبي، أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، وعبد الله آل طاوي المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة، بحضور أم خالد والدة فتاة معنَّفة بأحد مراكز التأهيل الشامل، على قناة mbc، في برنامج "الثامنة مع داوود"، الذي ناقش مراكز التأهيل الشامل وحالات العنف التي صدرت تجاه المعاقين، مبرزاً القضية المدعَّمة بالصور، التي نشرتها "سبق"، وكشفت من خلالها تعرية المعاقين بمركز التأهيل الشامل بالطائف. وكشف الدكتور وزنة أن مراكز التأهيل الشامل بالسعودية عددها 35 مركزاً، تؤوي 8500 حالة، ومن شروط القبول أن يكون المعاق من شديدي الإعاقة، وألا تستطيع أسرته رعايته؛ فيأتي للمركز، ويبقى لديه من أجل القسطرة والأنبوب. وأشار وزنه إلى أنه خلال أربع سنوات أصبح التركيز على رصد العنف والكسور والكدمات، مشيداً بجهود أعضاء "حقوق الإنسان" في زياراتهم وجولاتهم المستمرة، ومبيناً أن لهم نظرة حيادية وشفافة. وأكد الدكتور وزنة أن أكثر من 65% من الإصابات لدى المعاقين بمراكز التأهيل الشامل سببها "العمالة غير المدربة وغير المؤهَّلة". وبدوره قال المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة، عبدالله آل طاوي: "نحن لا نتردد في محاسبة كل من يقصِّر، ولن نرضى بوجود أي قصور لأحد من أبنائنا المعاقين في دورنا". مشيراً إلى أنه في حال تورَّط أي عامل وافد بالمراكز، واتضح تقصيره، فإنه يُمنع دخوله السعودية بعد خروجه منها. وعن واقعة الصور التي نشرتها "سبق"، وظهر فيها معاقون يتم تعريتهم من ملابسهم أمام زملائهم بمركز التأهيل الشامل بالطائف، قال: "الصور آلمتنا كثيراً، ويوم الخميس الماضي، بتوجيه من معالي وزير الشؤون الاجتماعية، كنت موجوداً في زيارة للمكان الذي التُقطت منه الصور داخل المركز، وكانت في عنبر يوجد فيه 42 مقيماً من شديدي الإعاقة، تتم خدمتهم سريرياً؛ حيث لا يمكن أن يذهبوا لدورة المياه". وهنا قاطعه داوود الشريان بقوله: "لا يمكن أن تروشون المعاقين بدون ما يشوفون عورة بعضهم؟". فردَّ آل طاوي قائلاً: "التقيت الطبيب، وأخبرني بأنهم يروشونهم ثلاث مرات يومياً". مشيراً إلى أنه - حسب توجيهات الوزير - تم عمل سواتر في جميع المهاجع. وكشف آل طاوي عن مراكز جديدة سيتم استلامها قريباً في جدةوالطائف والقنفذة، مؤكداً أنهم سيسعون لتقديم ما يُرضي الطموح لهذه الفئة من المعاقين. وعاد الشريان ليقاطعه للمرة الثانية قائلاً: "بما أن الصرف كافٍ وسخي على المراكز من الدولة فلماذا تحضرون عمال صيانة لرعاية المعاقين برواتب 400 ريال؟! وين راحت فلوس الدولة؟!". وعلق الدكتور حسين الشريف، المشرف على فرع الجمعية الوطني لحقوق الإنسان قائلاً: "أستغرب إصرار مدير مركز التأهيل الشامل بالطائف من خلال تصريحه في (سبق) على أن ما نُشر عن مركزه، المدعَّم بالصور، بتعرية النزلاء، غير صحيح". مشيراً إلى أن الإشكالية تكمن في الفكر الذي تديره مثل هذه المؤسسات. وأوضح الدكتور الشريف أن الملاحظات موجودة ومرصودة منذ عام 1428ه، مشدداً على ضرورة أن تأخذ هذه الفئة حقوقها كاملة، ومبدياً استغرابه من أن مثل هذه الحالات حتى الآن لم يتم رصدها من قِبل مسؤولي الشؤون الاجتماعية، ومؤكداً أن الصحفيين الذين كشفوا ذلك يجب تكريمهم في اليوم العالمي ليوم الصحافة. وبيّن الدكتور الشريف أن هناك خللاً واضحاً، وأضاف "المواطن يرغب في أن يرى شيئاً على أرض الواقع، ونتمنى أن تظهر المراكز الجديدة سريعاً، وسنزورها". وقال: "هناك من يقول إن المعاقين معرضون للإصابة، وهذا يدعونا للتشدد في تقديم الخدمة. أما الحالات الموجودة التي لا يمكن أن يحدث بها إصابات وحدثت فهو الأمر الغريب". وقال الدكتور بندر العتيبي، أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود: "القضية ليست قضية الوزارة، وحقيقة الأمر أن لدينا إشكالية فيمن يعلِّق الجرس ومَنْ يتحمل المسؤولية".