على خلفية قضية صور النزلاء العراة التي زعم أنها صورت داخل مركز التأهيل الشامل للذكور بالطائف وبثها عدد من المواقع، وقفت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان ظهر أمس، على أوضاع نزلاء المركز، فيما أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية متابعتها للموضوع وأنها بصدد إصدار توضيح عنها في وقت لاحق بهذا الخصوص، في حين انتقد أولياء أمور النزلاء بعض الخدمات التي يقدمها المركز للنزلاء. وأكد خالد الفاخري المستشار وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أن مندوب الجمعية زار المركز والتقى المسؤولين واطلع على الأوضاع، فيما يجري إعداد تقرير مفصل عن الجولة، سيرفع لرئاسة الجمعية لاتخاذ ما يلزم حياله. وبين الفاخري، أن الجمعية ستكشف عن نتائج الجولة في وقت لاحق، مؤكدا اهتمامها بالموضوع بمتابعة رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني. من جهته، قال مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية محمد العاصمي «تم الاطلاع على الصور، والوزارة بصدد إصدار ايضاح عن الموضوع سيتم الإعلان عنه في حينه». وفي السياق ذاته، عبر عدد من أولياء أمور النزلاء عن تفاجؤهم لدى مشاهدتهم تلك الصور، مطالبين بمحاسبة المتسببين في هذا الاجراء المؤسف والتعدي على حقوق النزلاء. وقال (ف. س)، وهو ولي أمر أحد المعاقين النزلاء بالمركز، إنه وخلال زيارته للمركز يتم منعه من زيارة ابنه داخل الأقسام ما يثير الشبهات حول طريقة التعامل مع النزلاء مستغربا هذا الاجراء. وأضاف أنه لاحظ قبل نحو شهرين تردي الحالة الصحية لابنه «مادفعني لتقديم شكوى لمدير المركز والذي أولاها الاهتمام، بعدها تحسنت حالة ابني»، مطالبا بالاهتمام بالنزلاء ومعاقبة المقصرين والمعتدين على حرماتهم، والسماح لأولياء الأمور بزيارة أبنائهم والاطلاع على الخدمات المقدمة لهم دون حظر أو حواجز تثير الريبة كما قال. وكانت «عكاظ» نشرت في طبعتها الثالثة أمس، تقريرا عن شروع الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في التحقق من صور النزلاء العراة، ورد فيه توعد الجمعية بالتحقيق في كافة ملابسات الصور، وأنها لن تتوانى عن كشف الحقائق كاملة واتخاذ العقوبات الرادعة في حال تورط او تهاون اية جهة في مسألة التعدي على خصوصية النزلاء التي اعتبرتها خطا أحمر . وأبلغ «عكاظ» مدير عام جمعية حقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني، أنهم رصدوا الحالة وتم تكليف عاجل لممثلهم في الطائف للوقوف ميدانيا وبمتابعة من فرع الجمعية بمكةالمكرمة برئاسة سليمان الزايدي، للتحقق من حيثيات تعرية معاقي مركز تأهيل الطائف كما ظهر في الصور، والأسباب التي أدت لعدم احترام حقوق المعاقين، مؤكدا انهم سينقلون الحقيقة بجميع جوانبها ومعاقبة من يثبت تورطه إذا ثبت لهم ذلك حسب قنواتهم الرسمية التي تساند الجمعية في اتخاذ قراراتها، وأشار القحطاني إلى أنهم يحرصون على احترام الأنظمة في كيفية التعامل مع نزلاء مراكز التأهيل ورعايتهم وتقديم الخدمات لهم. من جهته، قال مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي، إن جميع ما يتعلق بأمور المعاقين مهم بالشكل الذي يحفظ كرامتهم وحياتهم الشخصية، مضيفا «أدعو لزيارة مركز التأهيل الشامل دون أن يكون هناك أي ترتيب مسبق للاطلاع على ما يدور بالمركز»، وأكد «أوجه لكم دعوة لزيارة المركز حتى تروا الواقع الموجود فيه»، لافتا إلى أن العمالة المحيطة والقريبين من المعاقين داخل المركز تحت رقابة مشددة «وأنا لا أدلي بهذا الحديث لمجرد الدفاع إنما كمتابع»، مؤكدا «طلبت شخصيا من مركز التأهيل الشامل للذكور بالطائف الإفادة عن الصور المنسوبة إلى المركز، ونحن لن نرضى بذلك، وسوف نتابع ونتحقق»، لافتا إلى أنه لم يتلق أي شكوى من أولياء أمور المعاقين المنتسبين للمركز، مشيرا إلى أن الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة تقوم بالزيارات والمتابعة المستمرة لأي مركز تأهيل سواء بجدة أو الطائف أو مكة أو القنفذة، مبينا أنه في مطلع الأسبوع كانت هناك لجنة اطلعت على المركز لتكشف النواقص وتوفر جميع الاحتياجات التي تلبي وتوفر راحة المعاق. المصور مترصد يأتي هذا في الوقت الذي أكد مدير مركز التأهيل الشامل للذكور بالطائف حسين العبادي، أنه لا يمكن تعرية أي نزيل أمام زملائه، موضحا «من قام بالتقاط الصور شخص متغرض والتقطها من زاوية ضيقة تشعر بأنه مترصد»، مطمئنا أولياء الأمور أن جميع متلقي الرعاية بالمركز هم أشقاء قبل أن يكونوا نزلاء. وأضاف «سنتحقق ممن قام بالتصوير والتعدى على خصوصية المعاق وأجزم بنسبة كبيرة أنه من العمالة المترصدة وقام بالتصوير من زاوية منزوية تبين حقده على ما نقوم به من رعاية للنزلاء»، مشيرا إلى أن «آلية استحمام أي نزيل تتم عن طريق عامل العناية الخاصة بتعريته في دورة المياه واختبار حرارة الماء قبل أن تصل إلى جسده، مع مراعاة مدى تأثر الإعاقة بالاضافة الى اشراف الممرض والمراقب»، موضحا «الصور المنتشرة نقلت من جناح الإعاقة الشديدة الذين يلاقون رعاية، وفي بعض الحالات يقوم عامل الرعاية الخاصة بتعريتهم لقضاء حوائجهم وإلباسهم حفاظاتهم وهم على أسرتهم فتكون عوراتهم مكشوفة له، وهو يقدم العمل الانساني ولكن بخصوصية تامة، وآلية نقلهم لدورات المياه تتم عن طريق حمالات بلاستيكية تكون في وضع منحدر بنسبة معينة وفي اسفل الانحدار نقطة تصريف للمياه لضمان نظافة جسد النزيل الذي يتم ادخاله للاستحمام مرتين يوميا»، لافتا إلى أن المركز يحتضن 200 نزيل ولديهم قوائم في الانتظار لنحو 70 معاقا. استبدال العمالة من جهتهم، طالب عدد من أولياء الأمور باستبدال العمالة البنجالية التي تشكل السواد الأعظم في رعاية النزلاء وإحضار عماله من جنسيات اخرى ثبتت جدارتها في الاهتمام بالمرضى موضحين ان العمالة البنجالية عليها عدة ملاحظات محملين هذا التهاون وزارة الشؤون الاجتماعية. وكانت صور أظهرت معاقين في مركز التأهيل الشامل للذكور بالطائف في وضع التعري التام أمام زملائهم الآخرين ما يشير إلى التعدي على خصوصيتهم وإظهار عوراتهم عيانا في صالة مكشوفه بعد عودتهم من الاستحمام في دورات المياه.