أظهرت صور نشرتها الزميلة "الجزيرة أونلاين" اليوم أحد مهندسي الشركة السعودية للكهرباء متفحماً في مشهد مؤثر، بموقع حادثة التماس الكهربائي والانفجار الذي حدث في محطة للتحويل بالرياض قبل نحو أسبوعين، وأصيب فيها اثنان من المهندسين، قبل أن يوافيهما الأجل في وقت لاحق متأثرين بالحروق التي تعرضا لها. الغريب في الحادثة هو ما أظهرته الصور من شدة الإصابات التي تسببت في وفاة المهندسين حسب الجزيرة أونلاين، رغم أن الشركة السعودية للكهرباء وصفت الحادثة في بيان نشرته "سبق" في نفس يوم الحادثة بحدوث تماس صاحبه "وميض محدود" في أحد القواطع، تسبب في إصابة اثنين من موظفيها، وبينت الشركة وقتها أنها تابعت وتتابع الحالة الصحية للموظفين، فيما لم تعلن عن حالتهما الصحية خلال الفترة الماضية ولم تكشف عن وفاتهما.
الجزيرة أونلاين قالت في تقريرها اليوم إن المتوفَّين تعرضا لحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، إثر تعرضهما لطاقة مقدرة ب13.8 ألف فولت، إلى جانب غيابهما عن الوعي؛ ما دفع المستشفى -بحسب مصادر "الجزيرة أونلاين" إلى وضعهما على أجهزة التنفس الصناعي، كما أنهما كانا يخضعان لعملية غسيل كلى باستمرار.
ونقلت الصحيفة عن سعد الحوطي شقيق المهندس المتوفى عادل قوله: "إن هناك تقصيراً في تأمين الحماية للعاملين في مجال الكهرباء، حيث إن الغرفة التي حدث فيها الانفجار تجاوزت عمر التجهيزات فيها ال40 عاماً، فيما أن عمرها الافتراضي نحو 20 عاماً".
كما قال أحد مهندسي شركة الكهرباء في تقرير الصحيفة والذي رفض ذكر اسمه، إنه كان برفقة المتوفَّين أثناء صيانة الغرفة الكهربائية، لكن عمله اقتضى أن يكون خارج الغرفة، وبعد الانفجار خرج المهندس الحوطي محترقاً من أعلى رأسه حتى قدميه، وأنه عمل على إطفاء النيران التي اشتعلت به بيديه، حيث إن "طفاية الحريق التي هي من نوع (البودرة) لم تكن صالحة لإطفاء النيران التي تطول الأجسام البشرية، كما أن طفايات الحريق المخصصة لذلك لم تكن موجودة بالغرفة الكهربائية، كما أنها غير موجودة في أكثر المواقع التي تتم صيانتها"، بحسب الموظف.
وأضاف في تصريحه أن أحد المارة هرع إلى داخل الغرفة بعد علمه بوجود مهندس آخر داخلها، ونجح في جذبه إلى مخرج الغرفة، لكنه تعرض للاختناق بسبب الدخان، لكن عدداً من الحاضرين أخرجوا الاثنين إلى خارج الغرفة، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف نقلتهما معاً إلى المستشفى.
وأكد أن "التجهيزات في الغرفة انتهى عمرها الافتراضي منذ نحو 20 عاماً"، متهماً الشركة بأنها "لا تصرف لهم بدل خطر بحجة أن لا أخطار من الممكن أن يتعرضوا لها"، موضحاً أن "الملابس الواقية التي يرتديها العاملون في صيانة المعدات الكهربائية لا تقي من الحريق، وأن الخطر يتزايد حين يرسل شخص واحد من أجل تنفيذ أعمال صيانة دون أن يكون فرداً من فريق تحسباً لمثل هذه الحالات".
يشار إلى أن "سبق" تابعت الحادثة في حينها ونشرت توضيح الشركة التي قالت فيه إنه أثناء تنفيذ البرنامج التشغيلي لإعادة دائرة كهربائية صباح يوم السبت 29 جمادى الأولى، بمحطة تحويل مستشفى القوات المسلحة بالرياض جهد 33/ 13.8 كيلو فولت أمبير، حدث وميض محدود جراء تماس كهربائي في أحد القواطع، ما تسبب في إصابة 2 من موظفيها بحروق، نُقلا على إثر ذلك للمستشفى العسكري القريب من موقع الحادث.
وبينت الشركة أنها تابعت وتتابع الحالة الصحية للموظفَّين، مثمنة ما قام به مستشفى القوات المسلحة من عناية كبيرة لموظفيها ومتابعة دقيقة من مدير قسم جراحة التجميل والحروق بالمستشفى الدكتور سعود بن عثمان الشلاش، مضيفة أنه تم تكليف طبيب من الخدمات الصحية بالشركة ليكون معهما والوقوف على حالتهما لتوفير أفضل سبل العلاج، متمنية وقتها للمصابين الشفاء العاجل والعودة لأسرتيهما وعملهما بكل صحة وعافية، قبل أن تكشف الجزيرة أونلاين عن وفاة المهندسين الاثنين.