ارتكب مستشفى خاص شهير شمال الرياض (تحتفظ "سبق" باسمه) خطأً طبياً قاتلاً؛ ذهب ضحيته أم تُوفيت دماغياً "28 سنة"، وجنينٌ وُلِدَ متعفناً في غرفة الولادة. وفي تفاصيل هذه القصة المأساوية التي يرويها ل "سبق" زوج الضحية سعد الغنيم، أنه مساء اليوم الرابع من وفاة طفله الضحية الأولى، تعيش الضحية الأخرى "زوجته" تحت إرادة الله على الأجهزة الطبية في حالة وفاة إكلينيكياً "وفاة دماغية"، في انتظار إعلان نبأ وفاتها لتلحق بطفلها إلى الدار الآخرة. وقال الشاب المكلوم والمفجوع: إنه وصل إلى قسم النساء والولادة بالمستشفى بطريق الملك فهد، صباح يوم السبت الماضي، تسبقه الآمال والأحلام لرؤية طفله البكر الذي بُشِّر به، وكانت زوجته في كامل صحتها وعافيتها، وبعد إجراء الكشوف الأولية على الأم، طمأنوها بأن قلب الجنين ينبض وبخير رغم شكوك الأم من عدم وجود حركة للجنين، وبعد ساعات من الانتظار تمت الولادة طبيعية لتفاجأ الأم أن الطفل متوفى وشبه متحلل ومتغيّر لونه للأزرق، وهنا بدأت المصائب على الاب المسكين حيث قال الأطباء له إنهم فُوجئوا بأن الطفل متوفى قبل الولادة من يوم أو يومين، وأن النبض الذي كانوا يسمعونه بالأجهزة كان نبض قلب الأم وليس الجنين!! ويضيف الغنيم: إن هذا بحد ذاته خطأٌ فادحٌ لا يُغتفر ولا يتخيل أيُّ شخصٍ أن يحدث في مستشفى متخصّص يُفترض فيه أن يكون في كامل الاستعداد لأسوأ الاحتمالات في مثل هذه الحالات حيث لو كان الجنين متوفى فيُفترض طبياً أن تجرى للأم عملية قيصرية فوراً لاستخراجه من بطنها إلا أن الأطباء أخطأوا في التشخيص وتركوا الضحية تلد جثة كان الأطباء يعتقدون أنها على قيد الحياة! وبعد دقائق من هذه المأساة والصدمة الأولى التي بدّدت كلَّ أملٍ وحلمٍ لهذه الأسرة الصغيرة، كانت الطامة الكبرى تنتظر الزوج حيث تم نقل الأم وهي في وعيها بعد الولادة إلى غرفة أخرى بعيداً عن أعين زوجها لاستخراج المشيمة وتنظيف الرحم بعد الولادة، وماهي إلا دقائق حتى دبّت حركة غير عادية في قسم الولادة، وتعالت صيحات الأطباء والطبيبات بعد أن قام أحد الأطباء عن طريق الخطأ بتفجير أحد أوردة رحم الأم الداخلية لتتدفق كميات هائلة من الدم منها، يقول الأطباء فيما بعد: إنهم لم يستطيعوا عمل أي شيءٍ لإيقافه، وتدخل الضحية الأم في غيبوبة لم تفق منها حتى ساعة إعداد الخبر، وتتوفى دماغياً بعد توقف قلبها لنصف ساعة، بحسب قول الأطباء في انتظار إعلان وفاتها رسمياً. ويتساءل زوج الضحية "أنا لا أدري ما الفرق بين الشارع وغرفة الطوارئ أو الإنعاش إذا كانت تجهيزات الثانية لا تستطيع إيقاف نزيف مريضٍ ولا تتوافر فيها إمكانات للتعامل مع مثل هذه الحالات، كما أنه من الغريب ألا يزال لدينا مَن يتوفى نتيجة ولادة، وهذا معروفٌ عالمياً حيث أصبحت المراكز الطبية المتواضعة في دول فقيرة تتولى وبنجاح عمليات الولادة، ونحن نسمع ونشاهد يومياً حالات قتل وضحايا تخرج من غرف الولادة". أقارب الضحيتين خصوصاً والدتَيْ الزوج والزوجة تعيشان حالة يُرثى لها من الأمل والحزن بعد هذه المأساة التي بدّدت حلمهما وساعات انتظارهما لولديهما يدخلان عليهما بطفلهما الأول. كما يشير شقيق الزوج إلى أن الأب المفجوع بهذه المصيبة لم يستطع حتى الآن ركوب سيارته التي ركنها أمام بوابة المستشفى وفيها حقيبة ملابس الأم والجنين، على أمل أن يخرج بها ومعه زوجته وطفلهما مشيراً إلى أنه لم يكن يتخيل أنه سيركبها وحيداً أو أنه سيخرج من المستشفى "بجثتين" بهذه الطريقة. الجدير بالذكر أن الأم الضحية التي لا تزال في حالة وفاةٍ دماغية، قد ترفع عنها الأجهزة خلال الساعات المقبلة، كانت قد انتهت قبل يومين من هذه الكارثة من شراء حاجيات وملابس طفلها وحتى حلويات زوّارها بعد الولادة ولم يبق إلا فرحتها الكبرى التي غادرت قبلها الحياة للرفيق الأعلى ولم ترها تاركة ملابس طفلها وحلويات زوّارها لأطباء هذا المستشفى. وعلمت "سبق" من مصادرها الخاصة، أن ذوي الضحيتين تحركوا على مختلف الأصعدة للمطالبة بمحاسبة المتسبّب عن هذا الإهمال الكبير، وتشكيل لجنة تحقيق يدخل فيها أطباء محايدون من خارج المستشفى, ومن المنتظر أن تعقد اللجنة التي تضم أطباء متخصّصين أول اجتماعاتها اليوم الأربعاء أو صباح غد الخميس؛ لتحديد أوجه القصور والمتورّط فيها، كما يعتزم ذوو الضحايا رفع شكوى لوزير الصحة ولجهات معنية عدة.