اتهم مواطن مستوصفاً خاصاً بالقنفذة بالتسبب في إنهاء حياة طفلة بعد ولادتها بساعات من جراء "خطأ طبي في الولادة" وانعدام الخدمات الطبية التي تُقدم للأم والطفل لدرجة حرمانه من سيارة الإسعاف أثناء نقلها لمستشفى القنفذة العام، وطالب بعدم مغادرة الطبيبة التي ولدت زوجته المملكة، إلا بعد إنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بالقضية. وروى المواطن مهدلي الشيخي ل"سبق" كامل تفاصيل قضية طفلته والخطأ الطبي الذي حدث معها إلى أن توفاها الله. وقال: "أدخلت زوجتى إلى المستوصف الخاص بالقنفذة "تحتفظ سبق باسمه" بناءً على تأمين طبي من إحدى الشركات الساعة الثالثة صباح يوم الخميس الماضي وهي تعاني آلاماً في الظهر والبطن". وأضاف: "قررت الطبيبة المعالجة تنويمها بالمستوصف كونها على وشك الولادة. والغريب في الأمر أن الأم كانت في غرفة غير مجهّزة طبياً وليست نظيفة". وتابع: "مرت الساعات وطلبت زوجتي من الطبيبة الخروج وأنها تنوي الذهاب إلى مستوصف آخر فما كان من الطبيبة إلا أن قامت بإعطائها المغذي وثلاث إبر طلق". وحسب رواية الشيخي، قالت الطبيبة للأم: "مش حتقدري الآن تمشي"، وما هي إلا لحظات حتى أحست الأم بآلام الطلق وبقيت تعاني فترة من الوقت دون أي مساعدة من الطبيبة حتى وضعت الطفلة في تمام الساعة 6:30 من صباح اليوم نفسه. وقال: "عند ولادة الطفلة قامت الطبيبة بتسليمها لي وأخبرتني بالذهاب بها إلى مستشفى القنفذة لأنها ممكن تحتاج إلى حضانة أو خلافه. فقلت لها: "أنا لا أستطيع أن أحمل جنيناً عمره دقائق، وأرغب في الإسعاف"، فرفضت الطبيبة ذلك وأصرت على أن أقوم أنا بنفسي بنقلها بسيارتي الخاصة". وأضاف: "طلبت منها ممرضة على أقل تقدير ولكنها رفضت رفضاً قاطعاً فما كان علي إلا الذهاب بها للمستشفى بمفردي. وقمت بفتح عدة أبواب بظهري دون مساعدة أحد حتى وصلت إلى سيارتي في الشارع العام". وقال الشيخي: "عند وصولي إلى طوارئ مستشفى القنفذة وجهوني إلى طوارئ النساء والأطفال وهناك انتظرت الدكتور وأنا أحمل طفلتي حتى جاء للكشف عليها بحكم أنني لا أستطيع الدخول إلى طوارئ النساء". وأضاف: "بعد الكشف، قال الطبيب- وبشكلٍ سريع- أن الطفلة صحتها جيدة على الرغم من أنني كنت ألاحظ عليها أن التنفس غير طبيعي". وأكمل الشيخي حديثه: "عدت إلى المستوصف وقابلت الطبيبة عند مدخل المستوصف وسألتني عن حالتها فقلت لها "إن الطبيب يقول إن صحتها جيدة"، فردت علي وقالت: "والنته دي"، فقلت لها: "أنتِ لم تشيري إلى هذا الأمر من أول". أنتِ قلتِ: "أكشف عليها ممكن تحتاج إلى حضانة". وقال الشيخي: "هذا ما جعلني أشك أن في الأمر شيئاً". وأضاف: "طلبت الطبيبة مبلغ 2700 ريال وهو حساب عملية الولادة فقلت لها والتأمين؟ فقالت: "التأمين مايأمنش على الولادة وأنا عارفة الكلام دا من أول وما حبيتش أقولك"، أي أنها تعلم منذ مراجعتي بأم الطفلة عندما استفسروا بالفاكس عن طريق الشركة ولم يفصحوا عن ذلك من أول. ثم علا صوت الطبيبة بأن أسلمها المبلغ كاملاً أو أنها سوف تحجز الأم والطفلة عندها، فسلمتها مبلغ 2500 ريال على أن يبقى التبليغ لديهم حتى أرجع لهم مرة أخرى بمبلغ 200 ريال". وقال الشيخي: "عدت إلى زوجتى التي وجدتها تعاني عدم تناولها أي شيء ولم يطلب لها أي شيء نهائياً، فأخذتها وابنتي إلى منزلي بمسافة 70 كم تقريباً, وهناك شعرت أمي بأن حفيدتها غير طبيعية، فطلبت مني أن أراجع بها المستشفى". وأضاف: "رجعت لمستشفى القنفذة العام وعندما وصلت إلى مدخل المحافظة تغير وجه الطفلة وتحول إلى اللون الأزرق. وعندما وصلنا إلى الطوارئ قام الأطباء المعالجون على الفور بعمل إنعاش قلبي للطفلة حيث توقف قلب الطفلة، وسبحان الله عاد مرة أخرى قلبها للنبض". وأضاف: "عملوا لها بعض الفحوصات الطبية وطلبوا مني بعض أغراض لها من حيث احتياجها من الحليب والملابس بعد أن اطمأنيت عليها من قِبل الطبيب الذي ذكر لي أن حالتها الآن مستقرة وسوف تخضع للتنويم بالعناية المركزة تحت الملاحظة". واستكمل الشيخي: "رجعت إلى المنزل وعند الساعة 10:30 من مساء اليوم نفسه "الخميس الماضي" هاتفني المستشفى بأن علي مراجعة المستشفى وأخبرني بأن طفلتي- توفاها الله". وبنبرة حزن شديد قال: "عدت وأخذت طفلتي وأخذت تقرير الوفاة الذي يوضح أنها تعرضت إلى خطأ طبي في الولادة، حيث إن سبب الوفاة حسب التقرير "توقف بالقلب والتنفس الناتج عن اشتباه ولادة غير طبيعية, ومترتبة على اشتباه اختناق جنيني مع اعتلال في سكر الدم وانخفاض بالحرارة واشتباه تأذي المخ أثناء الولادة". وقال: "تقدمت بشكوى إلى إدارة الشؤون الصحية بالقنفذة وذكرت جميع ما جرى لي ولطفلتي وأنني أرغب بإعادة حقي وتنبيه جميع مراجعي هذا المستوصف من خطأ قد يرتكب بحق فلذات أكبادهم". وأضاف: "بعد أن قدمت للشؤون الصحية تقرير الوفاة، أوضحت لهم رغبتي بالتحقيق في الموضوع وعدم مغادرة الطبيبة المملكة، إلا بعد إنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بموضوعي". وتابع: "أطالب بالإنصاف وإحقاق الحق على أن ينال المسيء جزاءه. فلم أجد من معاملتهم أي إحساس بالمسؤولية والإنسانية حتى بمهنة الطب التي ينتمون لها، وقد وعدت إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى للبدء في استئناف القضية". "سبق" أجرت اتصالاً بمساعد مدير الشؤون الصحية بمحافظة القنفذة ومن خلال إرسال رسالة نصية على هاتفه الجوال ورد بأنه سوف يؤدي صلاة الظهر ويعاود الاتصال بنا حول هذا الموضوع. لكن وعلى الرغم من مرور وقت طويل في انتظار اتصاله حاولنا الاتصال به مرة أخرى ولم يرد.