شبَّ حريقٌ، صباح أمس، في بنايةٍ سكنيةٍ في الشارقة مكوّنة من 40 طابقاً يقطنها نحو 408 عائلات في منطقة النهدة بالشارقة (بناية الطاير)، إذ أتت النيران على الجهة الأمامية للبناية بأكملها، وتسبّبت في أضرار لحقت ب 102 شقة، إضافة إلى تضرر 45 سيارة، من دون خسائر بشرية أو إصابات. وحسب صحيفة "الإمارات اليوم" تمكنت فرق الإنقاذ والإطفاء من السيطرة على الحريق وإخلاء المبنى من ساكنيه، بعد تلقيها بلاغاً يفيد بنشوب الحريق في الساعة الثانية وعشر دقائق من فجر السبت، وفق مدير عام الدفاع المدني بالشارقة، العميد عبد الله سعيد السويدي، الذي أضاف أن فرق الدفاع المدني من الشارقة ودبي وأم القيوين وأبو ظبي وعجمان، إضافة إلى القوات المسلحة وشرطة الشارقة، شاركت في السيطرة على الحريق وإطفائه. وأشار إلى أن الفرق تمكنت من السيطرة عليه في الخامسة والنصف صباحاً، ومن ثم بدأت عمليات التبريد التي استمرت حتى الساعة السابعة صباحاً، وتم تسليم الموقع للمختبر الجنائي بشرطة الشارقة من أجل معرفة أسباب الحريق، لافتاً إلى أن شرطة الشارقة تفقدت السكان وجمعتهم في الحديقة السكنية القريبة من البناية في منطقة النهدة، إذ لم يتم تسجيل أي إصابات حتى الآن. وأكد أن الدخان الناجم عن الحريق كان كثيفاً جداً ما استدعى المتابعة والتدقيق على كل أفراد السكان في البناية، وإخلاء المباني المجاورة من قاطنيها إجراءً احتياطياً. وقال سكان في البناية إنهم هرعوا إلى الشارع بعد سماع جرس إنذار الحريق وفُوجئوا بالنيران تشتعل في الطابق الأول من البناية لتمتد إلى الطوابق العليا كافة، مؤكدين أنهم تركوا حاجياتهم في الشقق، وأنهم في انتظار السماح لهم بالدخول للموقع بعد إخماد الحريق بصورة نهائية، وأنهم لجأوا إلى الخيام التي أقامتها الشرطة وجمعية الشارقة الخيرية، كما أن بعض الأسر لجأت إلى مصلى النساء في حديقة قريبة من المبنى للمكوث فيه. وقال أحد السكان، إياد حسين، إنه «عند الساعة الثانية صباحاً سمعت صوت جرس إنذار الحريق، لكني ظننت أن الأمر طبيعي لأنه كثيراً ما يتكرّر الصوت، وانتظرت بعض الوقت لكن الصوت استمر فأيقنت أن هناك حريقاً في البناية، وما إن فتحت باب الشقة حتى رأيت سكاناً يركضون ويصرخون فأيقظت أبنائي وزوجتي ونزلنا بسرعة من الطابق ال24 وتجمعنا في الحديقة». وأضاف أن جمعية الشارقة الخيرية أمّنت لنا سكناً مؤقتاً لأيام عدة في إحدى الشقق الفندقية. وقال ساكن آخر، رغيد الهاشمي «كنا نائمين في منتصف الليل عندما شبّ الحريق في أحد الطوابق السفلية للبناية، لكن أصوات الجيران والاتصالات التي جاءتنا من الجيران أيقظتنا، ولفت إلى أن أجهزة إنذار الحريق غالباً ما تعمل سواء كان هناك حريقٌ أو لا، ولذلك لم ننتبه للصوت في البداية، لكن ما إن فتحنا باب الشقة حتى رأينا السكان يركضون، فغادرنا مسرعين من خلال الدرج إلى أسفل البناية والتحقنا بمن وصل قبلنا من السكان وجلسنا في الحديقة». وتابع أنه «خلال ساعات الصباح الأولى وفرت لنا شرطة الشارقة خيمة لكنها كانت بلا تكييف، ما اضطرنا إلى الذهاب للمتجر القريب أو المساجد القريبة من البناية». وأضاف «إننا ننتظر ما وعدتنا به جمعية الشارقة الخيرية لتؤمّن لنا سكناً مؤقتاً لأيام عدة، كي نتدبر أمورنا، لكننا حقيقة غادرنا الشقق مسرعين ولا نملك شيئاً ولا نعرف ما الذي حلّ بالشقق وحجم الضرر والخراب الذي لحق بها». وقال زكريا نصار، من سكان البناية «نزلت من شقتي في الطابق الثالث قبل وقوع الحريق لشراء بطاقة تعبئة الهاتف، خلال ذلك فوجئت بالنيران في البناية وعلى الفور كلمت زوجتي وأطفالي كي استعجلهم بالنزول، وأصدقائي لتنبيههم، وما إن نزل الجميع حتى اتجهنا نحو الحديقة التي زودتها الشرطة بخيمة». من جانبه، قال المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، عبد الله بن خادم، إن فرق الجمعية تحركت إلى موقع الحادث، منذ ساعات الصباح الأولى، وقدمنا كل ما نستطيع فعله للسكان المتضررين سواء تأمين الطعام والشراب والملابس والأدوية والأموال لمن يحتاج إليها نظراً لأن السكان غادروا الشقق وهم في حالة فزع، إذ تم حصر الشقق المتضررة من خلال التنسيق مع شرطة الشارقة. ولفت إلى أن الجمعية بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر، عملت على حصر أعداد الأسر المتضررة حسب نسبة الأضرار التي لحقت بشققهم، إذ تبين أن هناك 102 شقة لحقت بها أضرار مباشرة من الحريق. وأشار ابن خادم إلى أنه بات من الضروري النظر في أمر البنايات التي تتعرّض للحرائق من خلال وضع شروط وقواعد رئيسة في البناء، وكذلك وجوب التأمين على تلك البنايات وساكنيها من قِبل شركات متخصّصة تتحمل الأضرار حال تعرُّض البنايات لتلك المواقف. وأوضح أن الجمعية أمّنت لكل السكان المتضررين ثلاث خيم مكيفة، ونصبتها لهم في الحديقة المجاورة، إلى حين نقلهم إلى شقق فندقية لمدة لا تتجاوز أربعة أيام، مشيراً إلى أن نادي الشارقة أسهم مع الجمعية في تأمين سكن لبعض العائلات. وأكد ابن خادم أن الجمعية لا يمكن أن تؤمّن سكناً لهذه الحالات لفترات زمنية طويلة، لكننا نساعد قدر الإمكان في حل مثل هذه المشكلات الطارئة، إذ نعرف مدى حجم الضرر الذي يلحق بالأسر، لكن من المفترض أن يكون هناك تأمينٌ شاملٌ بحيث لا يضيع حق المستأجر.