أكدت نائبة وزير التربية والتعليم، نورة الفايز، أن التعليم هو الاستثمار الأدوم، مشددة على أهمية رفع المستوى العلمي للطلاب والطالبات بما يواكب التطورات العلمية، مشيرة إلى أن "الطالب لم يعد ذلك المتلقي الذي تنتهي علاقته بالمعرفة بعد الامتحان، بل هو المفكر والمحلل والناقد المتعلم ذاتياً لبيئة تعليم صحية متطورة". جاء ذلك في كلمتها أثناء افتتاحها المؤتمر العلمي الرابع لطالبات المرحلة الثانية، الذي عقد أمس في مدينة أبها بفندق قصر أبها تحت شعار "معجزة الغذاء"، وشهدت الفعاليات افتتاح النائبة لمعرض التربية الخاصة، وكذلك افتتاحها لمدرسة يعرى النموذجية للبنات. وأضافت الفايز متحدثة عن طالب اليوم: "لقد امتد تعليمه وتلقينه خارج حدود الغرفة للنشاط الخارجي، ولذلك ظهرت لدينا الملتقيات العلمية للطلاب والطالبات، وهذا الإنجاز وسام فرح". وأوضحت أن البرامج المقدمة للطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة تشهد تطوراً ملموساً ومتسارعاً منذ انطلاقتها وحتى الوقت الحالي، لافتة إلى أن ذلك يأتي تحقيقاً لأهداف سياسة التعليم التي نصت في عدد من موادها على أن تعليمهم جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي. وقالت: إن "الاهتمام بهذه الفئة الغالية على نفوسنا يأتي من ثلاثة منطلقات رئيسية: أولها تعاليم الدين الحنيف التي تكفل لكافة أفراد المجتمع حياة أمنة، وثانيها نظام دولتنا الرشيدة التي حفظت لكل مواطن حقه في التعليم والخدمات الصحية، وثالثها الأنظمة الدولية التي أكدت على حق ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم وفق ما يناسبهم، والإسهام في دمجهم مع بقية أفراد المجتمع". وذكرت الفايز أن جميع التشريعات والنصوص القانونية والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان تُعتبر اعترافاً عالمياً بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأكيداً على الاهتمام وتقديم كافة أشكال الرعاية لهم. وأشارت الفايز إلى أن "التربية والتعليم قيادة ورسم مسير وبناء فكر وغرس معتقد لأشرف رسالة وأعظم أمانة، وهي ملقاة على عاتقنا كمسؤولين في الوزارة تجاه النشء عامة، وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل الخاص، وهذا اللقاء شكل من أشكال الرعاية والاهتمام". وأضافت أننا "قد تجاوزنا مرحلة الانتشار، وآن الأوان للعمل على تحقيق الجودة، مع التأكيد بأن تحقيقها لن يتم باستعراض ما عملنا، ولا من خلال تبادلنا للهموم حول ما يواجهنا من صعوبات وعوائق، أو تحسرنا على ما لم يتحقق، وإننا نحتاج إلى التخطيط السليم والتحليل الدقيق لأسباب القصور، والتعريف بالمعوقات، والبناء على ما تحقق من أهداف". وختمت قائلة: "ليكن هذا اللقاء للنهوض بالتعليم في جميع المجالات، والرقي بالخدمات لهذه الفئة". وأُعلن في المؤتمر عن فوز ثمانية أبحاث علمية متنوعة ما بين فردية وجماعية تتناول بعض المشكلات الصحية والغذائية، وقدمتها 15 طالبة من طالبات المرحلة الثانوية على مستوى المنطقة, وتم تأهيلهن لممارسة مهارات البحث العلمي وحل المشكلات لإكسابهن الثقة بقدراتهن وإمكاناتهن ليكن باحثات لا تقفن عند حدود المقررات الدراسية أو المذكرات أو الملخصات، بل يبحثن في الأصول. كما تم تدريب 35 طالبة على إدارة المؤتمرات العلمية من خلال تكوين لجان تنظيمية بغرض إكسابهن مجموعة من المهارات الشخصية والاجتماعية مثل مهارات الحوار والتواصل البناء، وتزويدهن بمجموعة من المهارات القيادية، من حيث تعلم الاحترافية في إدارة اللقاءات والمناسبات. وتناولت البحوث "القهوة العربية والتمر في قفص الاتهام"، و "التغذية المدرسية بين الواقع والطموح"، و"مشكلة تفشي السمنة وأسبابها، ودراسة عن مدى وعي سيدات أبها عن طرق الوقاية من سرطان الثدي، كما تناولت بحوث أخرى "الاتجاه المعاكس للسكري والدم والصيام ومرض السكري وسوء التغذية والمبيدات والتلوث الغذائي".