أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز على دور المبتعثين السعوديين في تحقيق المشروع الطموح للنهضة في المملكة, منوها ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, وقال "منذ ما يزيد على العام تشرفت بحضور مناسبة كانت وستظل علامة فارقة في سجل برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للابتعاث الخارجي، هنا في المملكة المتحدة وأيرلندا، ألا وهي الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من مبتعثي هذا البرنامج المبارك، الذين زاد عددهم يومها على ستمائة خريج وخريجة. وأضاف: بقدر ما كانت سعادتي في ذلك اليوم البهيج غامرة، وأنا أشارك في الاحتفال بقطف أول ثمار هذا البرنامج المستقبلي الطموح، فإن سعادتي وابتهاجي، بل وفخري اليوم لا تقل عما شعرت به في الاحتفال الأول، وذلك لأنني أرى عدد الخريجين والخريجات في هذه الدفعة قد تضاعف ثماني مرات تقريباً، ليصل إلى ما يزيد على أربعة آلاف وخمسمائة خريج وخريجة، حازوا على كل الدرجات العلمية الجامعية، في تخصصات ومجالات تزيد عما يمكنني حصره في كلمتي هذه". جاء ذلك في كلمة سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا في حفل تخريج 4551 مبتعثاً ومبتعثة "الدفعة الثانية" من طلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي, الذي أقيم في قاعه إكسل للمؤتمرات في لندن. وقال الأمير محمد بن نواف في كلمته "أفراد هذا الجمع الميمون من المبتعثين، سيشاركون بإذن الله إخوتهم وأخواتهم الذين سبقوهم والذين سيلحقون بهم في تجسيد رؤية قيادية مستقبلية بعيدة المرمى، عقد فيها ذلك القائد المتفتح البصيرة والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين أمله، بعد التوكل على الله، على أبناء وبنات وطنه ليكونوا بإيمانهم وعلمهم ركائز إعلاء بناء الوطن ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة المستدامة فيه لعقود مديدة في المستقبل". وفي ختام كلمته أوصى سموه المبتعثين بقوله "إن بلادكم العزيزة لم تبن بالأحلام ولا بالتواكل، وإنما وضع قواعدها جلالة الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، بتوفيق الله وتسديده، في سيرة أشبه ما تكون بالملاحم، كانت قلوب آبائكم وأجدادكم وعقولهم وأيديهم خلالها متضافرة مع قلبه وعقله ويديه". وكان المسؤولون في الملحقية قد أشرفوا على ترتيبات حفل التخرج، الذي حضره عدد من مسؤولي السفارة ووكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات سابقاً، ومدير الجامعة الإلكترونية الدكتور عبدالله الموسى، وعدد من وكلاء الجامعات السعودية ومديري القطاعات الحكومية والخاصة، الذين شاركوا في يوم المهنة الذي سبق وصاحَب يوم التخرج، إضافة إلى عدد من مديري الجامعات البريطانية، وعدد كبير من أقارب الطلاب والطالبات الخريجين. وبدأ الحفل بمسيرة للخريجين الذين بلغوا أكثر من ألفين على اختلاف تخصصاتهم، يتقدمهم حملة الدكتوراة فالماجستير ثم البكالوريوس. بعدها عرضت فقرة إعلامية تعبر عن رحلة الابتعاث من المملكة إلى بريطانيا وأيرلندا ثم العودة إلى المملكة عبر برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي. وألقى الملحق الثقافي في بريطانيا الدكتور غازي المكي كلمة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، عبر فيها عن سعادته بلحظة تخرج الدفعة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين، كما هنأ أولياء وذوي الخريجين على ما حصدوه بعد جهودهم التي بذلوها خلال فترة دراستهم في المملكة المتحدة. كما أوضح خلال كلمته أن هذا الإنجاز ما هو إلا بداية لإنجازات ينتظرها وطنهم وقادتهم لبذل أقصى ما يمكنهم من إخلاص وعمل وتفان لخدمة مسيرة وطنهم الذي عمل قادته على تذليل جميع المعوقات التي تعترضهم خلال مسيرتهم الدراسية. وقال "إن الإحساس بالفخر والاعتزاز الذي يملأ نفوسنا جميعاً، ونحن نرى عن كثب بشائر نهضة علمية بدأت آثارها تنعكس على كثير من ميادين حياتنا، ليس إحساساً عابراً ينقضي مع تقادم الزمن، فبرنامج الابتعاث الذي نفذ حتى الآن في أكثر من ثلاثين دولة من دول العالم، برنامج تغيير حقيقي، يوائم بين ثوابتنا المستمدة من ديننا الإسلامي القويم وبين طموحاتنا العلمية غير المحدودة، حتى تتبوأ مملكتنا الحبيبة الموقع البارز الذي تستحقه بين الأمم، بفضل الله ثم بتوجيه قيادتنا الواعية التي تدرك أن بناء المستقبل يتمثل في التعليم الذي يبحث عن أفضل ما في حضارات العالم، مهما كلف ذلك من جهد مادي ودعم معنوي".