حصل فريق علمي سعودي من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، على ثلاث براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكية (USPTO)؛ نتيجة ابتكاراتهم العلمية في تطوير الحفّاز الصناعي باستخدام "تقنية النانو" بمختبرات المدينةبالرياض، من أجل الحصول على مادة "الميثيل أيزو بيوتايل كينتون MIBK" التي تدخل تطبيقاتها في اقتصاديات المجالات الصناعية، والطبية، والبترولية، إضافة إلى قيامهم بتصميم مشروع المصنع الخاص بإنتاج هذه المادة. وقال رئيس الفريق العلمي الباحث في معهد بحوث البتروكيماويات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبد العزيز باقبص إن فكرة هذا الابتكار العلمي الفريد من نوعه عالمياً، الذي بدأ العمل به في معامل المدينة منذ أربع سنوات، تم خلالها تطوير الحفّاز الصناعي باستخدام تقنية “النانو” في التجارب المعملية في مختبرات المدينة التي تزخر بأحدث الأجهزة العلمية المتقدمة في مجال صناعة البتروكيماويات، لتحويل الأسيتون والهيدروجين إلى مادة (MIBK). وأوضح أن الفريق طوّر في تجربته مخططاً انسيابياً لعمليات الإنتاج والفصل في الحالة الغازية عند ضغوط منخفضة عكس ما تقوم به الشركات العالمية التي تستخدم مادة (MIBK) حيث تقوم بذلك عند ضغوط عالية، ومن ثم قام الفريق بتصميم العملية الصناعية للتقليل من الطاقة المستهلكة أثناء الإنتاج. وأفاد بأن مادة (MIBK) يُستفاد منها في استخداماتٍ كثيرة منها كمذيب في الدهانات، واستخلاص المضادات الحيوية الطبية، والمعادن الثقيلة من المياه التي تؤثر سلباً على الكائنات الحيّة، إضافة إلى تحسين كفاءة احتراق بنزين السيارات، وكيروسين الطائرات، فضلاً عن أن كبريات شركات النفط في العالم مثل شركة “شل” تعمل على إنتاج هذه المادة. وأشار إلى أن براءة الاختراع الأولى منحها المكتب الأمريكي عام 2011م للفريق السعودي نظير قيامهم بتحسين مادة (MIBK) في الحالة الغازية باستخدام محفز (CATALYST)، فيما منحت البراءة الثانية مطلع عام 2012م إزاء إنتاج المادة ذاتها باستخدام محفز آخر من تفاعل الأسيتون والهيدروجين، والبراءة الثالثة في العام ذاته نتيجة تنفيذ الفريق لمخطط المصنع الذي يقوم بإنتاج مادة (MIBK) التي يبلغ سعر الطن منها نحو (2000 دولار). وضم الفريق السعودي إلى جانب الدكتور عبد العزيز باقبص، كلاً من: الدكتور عبد الرحمن الربيعة من جامعة الملك سعود، والدكتور محمد مصطفى من جامعة الملك عبد العزيز، ومشاركة الدكتور واقف مالك أخمدوف من جامعة باكو الحكومية بأذربيجان. يُذكر أن معهد بحوث البتروكيماويات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، يعدّ أحد معاهد المدينة السبعة التي يعمل بها كوادر وطنية شابة من أجل إجراء الأبحاث العلمية المفيدة لخدمة الخطط التنموية للبلاد، وأبرمت المدينة في هذا الإطار اتفاقية تعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية لإنشاء مركز أبحاث مشترك في مجال تقنية البتروكيماويات تحت مسمى "مركز أبحاث مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وأكسفورد للبتروكيماويات"، يركز أعماله على تنفيذ خمسة مشاريع بحثية تطبيقية مشتركة في مجال تقنيات تكرير البترول والصناعات البتروكيماوية. ومن شأن نجاح هذه المشاريع أن تشكل إضافة نوعية لاقتصاد صناعة البتروكيماويات محلياً، حيث تعاضد بقوة خطة تطوير صناعة البتروكيماويات في المملكة، مما سينعكس ذلك بشكل بارز في إنشاء قاعدة علمية متينة في مجال البتروكيماويات تستفيد منها الجهات التصنيعية والمشاريع الإستراتيجية التي يمكن أن تتبناها شركات البتروكيماويات السعودية.