علّق الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، على الدعوات المنادية بمقاطعة معرض الرياض الدولي للكتاب، قائلاً: "كل ينام على الجنب اللي يريحه". وحول مدى تسجيل رجال الهيئة بالمعرض لتجاوزات غير شرعية من عدمه، قال آل الشيخ في تصريح صحفي عقب زيارته للمعرض اليوم: إن ما سُجل من ملاحظات لا تطغى على محاسن المعرض، مؤكداً أن "علاقة الهيئة بالإعلام لم يشبها فتور، بل أن الصحافة ركن من أركان الحسبة". وفيما يتعلق بالمحتسبين والاحتساب قال آل الشيخ: "ليس لدينا متشددون دينيون، عندنا مجتهدون، وهم أهل خير وأهل صلاح وأهل دين، يدفعهم الحماس وخوفهم على أمتهم وأهلهم إلى أن يتخذوا مواقف لا تتفق مع الوقت الراهن، وهؤلاء المحتسبون أشهد الله على محبتهم كثيراً، وكل من في هذا الوطن يحبهم كثيراً، ولكن بعض الأحيان التوفيق قد يخالف، ويجب ألا نحمّل الاحتساب أو نحمّلهم تبعات اجتهاداتهم، وما دفعهم إلا محبة وطنهم ومواطنيهم، ويأتون بالنصيحة، ولكل إنسان طريقته وأسلوبه في النصيحة". وفيما يتعلق بانتحال البعض لشخصية رجال الهيئة وهم ليسوا منها، ردّ آل الشيخ قائلاً: "أنا لا أشهد على أحد بهذه التهمة، فأنا ليس لي في منصبي سوى 50 يوماً، ولا أستطيع الجزم بهذه التهمة على أحد، حيث لم يردني شيء حول مثل تلك التهمة على أحد، ومن يقوم بالاحتساب، هم من وجهة نظري مجتهدون، ولكن اجتهادهم ليس في الوقت المناسب، حيث نرى أن الاحتساب يجب أن يرشد في هذه الفترة التي نمر بها، وأكاد أجزم أن 99.99 % منهم طيبون، ولكن الآلية التي يتعاملون بها يجب أن يفهموها جيداً". وأضاف آل الشيخ: "ونحن الآن ولله الحمد، المملكة دولة مؤسسات، حتى الهيئة كان عندها في سنوات مضت صلاحيات غير الصلاحيات، ولكن بعد التنظيم وبعد البحث عما يريح المواطن ويؤصل العدالة، أصبحت كل جهة حكومية لها رسالتها". وشكر آل الشيخ حكومة خادم الحرمين الشريفين على تهيئتها مثل هذه المحافل والمواقع والمراكز الحضارية التي تعتبر منارات ثقافة وعلم، وقال: "أهنئ وزير الإعلام على هذا النجاح، وأشكره على ما أعطانا في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من رحابة صدر، ومن دعم لإخواننا وزملائنا ممن يعملون في الميدان، والذين أبدوا الكثير من الملاحظات حول ما شاهدوه في معرض الكتاب في الأعوام الماضية، وتم التواصل مع معاليه ونائبه حول تلك الملاحظات وبعض الأمور، واستجابوا لها برحابة صدر، وقاموا بتحقيق كل ما نريده، وكل ما طلبناه منهم أعطونا إياه، ولا شك أن الكمال لله". وتابع آل الشيخ: "من خلال العمل تظهر بعض السلبيات، ولكن يجب ألا تطغى تلك الملاحظات والسلبيات على الإيجابيات التي حققها المعرض، ووجود مثل هذه التظاهرة والتفاعل الثقافي كأكبر سوق للكتاب في المنطقة، الحقيقة هي نعمة من الله سبحانه؛ لأننا كنا في وقت سابق نذهب إلى دول خارجية لنحصل على الكتب، ولكن الآن قامت وزارة الثقافة والإعلام مشكورة، ومن خلال معرض الرياض الدولي للكتاب بجلب تلك الكتب وجميع الثقافات إلينا، وهذا من فضل الله علينا، ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها الإمام الرحيم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهد الحبيب نايف بن عبدالعزيز وحكومته، وأيضاً المواطن السعودي الذي يستحق كل خير، ويستحق أن نعمل ليل ونهار لتحقيق ما يصبو إليه". وحول الفرق بين معرض الكتاب والأسواق العامة، وكونهما متشابهين من حيث الوضع العام، ومدى تغيب المحتسبين عن الحضور بالأسواق وتواجدهم بالمعرض، قال آل الشيخ: "هذا السؤال وجهوه لهم إن قابلتم أحداً منهم". وحول رأيه في نجاح معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، قال آل الشيخ: "المعرض ممتاز، وأنا شخصياً راضٍ عنه، ورسالتي لوزارة الإعلام والثقافة: بارك الله فيكم وفي جهودكم، وأهنئكم على هذا النجاح لمعرض الكتاب، ونشكركم على ما قدمتموه لنا من دعم ومساندة، ولكننا نطلب منهم المزيد من التعاون، ونطلب منهم الأعوام المقبلة (تصحيح) بعض السلبيات التي ظهرت وحدثت هذا العام". وحول أبرز السلبيات التي حدثت هذا العام، أكد آل الشيخ أنهم سيبحثون مع وزارة الثقافة والإعلام هذا الأمر لاحقاً، مضيفاً: "لا نستطيع جمعها الآن، وبعد انتهاء المعرض سيكون لنا لقاء مع الوزير ونائبه حول تلك السلبيات والملاحظات التي جمعناها خلال المعرض في دورته الحالية". وبيّن آل الشيخ أن زياراته للوزراء والمسؤولين في الوزارات والجهات الحكومية، تأتي في إطار التواصل البناء والفعال مع تلك الجهات، وقال: "نحن جزء من المجتمع والمجتمع جزء منا". وحول خطط جهاز الهيئة المستقبلية، أكد آل الشيخ أنهم سيواصلون العمل على الأمر بالمعروف ب "معروف" والنهي عن المنكر "بلا منكر"، وتحقيق ما يصبو إليه ولاة الأمر. من جانبه، أكد نائب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالله الجاسر، أن وزارة الثقافة والإعلام تعاونت مع جميع الجهات في خدمة الثقافة وإنجاح معرض الكتاب بالشكل الذي يحلق بهذه التظاهرة الثقافية التي تجاوزت المحلية إلى العالمية بما تمثله من مشاركة عالمية، وهي على أكمل استعداد وتعاون مع هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر في معرض الكتاب وغيرها من المناسبات الاجتماعية.