أعلنت شرطة منطقة الرياض ضبطها أفراد أكبر عصابة للاحتيال على عملاء البنوك، التي يبلغ عدد أفرادها 33 شخصاً، وتجاوزت مسروقاتهم عشرة ملايين ريال، ووقع ضحيتها أشخاص يحملون شهادات عليا وكبار في السن وشباب من الجنسين ووافدون. وقد تجاوز عدد بلاغات المتضررين 64 بلاغاً على مستوى السعودية، منها 43 بلاغاً تلقتها مراكز الشرطة في منطقة الرياض ومحافظاتها. وقالت شرطة الرياض في بيان رسمي عن إنجازها الأمني: "إن النظام المصرفي إحدى أهم دعائم الاقتصاد الوطني؛ لذا - وكما هو معلوم - فإن مهمة توفير الأمن المصرفي من الأمور التي تسعى دول العالم للحفاظ عليها، وإزالة أي عقبات تعترضها، والسلطات الأمنية تسعى جاهدة لتحقيق هذه الغاية". وأضافت "وفي نجاح جديد، يسجَّل في سِجل إنجازات إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض تم الإيقاع بتشكيل عصابي مكوَّن من ثلاثة وثلاثين مجرماً من جنسيات مختلفة؛ درجوا على التحايل وأخذ أموال الناس بالباطل، منتحلين صفة موظفي بنوك". وعن تفاصيل سقوط العصابة قالت شرطة الرياض إن الجهات الأمنية كانت قد تلقت أكثر من أربعة وستين بلاغاً على مستوى مناطق ومحافظات السعودية، ثلاثة وأربعون بلاغاً منها تلقتها مراكز الشرطة في منطقة الرياض والمحافظات التابعة لها، تقدم بها مواطنون ومواطنات عن ورود اتصالات من مجهولين، أخبروهم بأنهم مندوبون لبعض البنوك، ويطلبون منهم بعض البيانات الخاصة بحساباتهم بدعوى الرغبة في تحديثها، ثم يكتشفون سحب مبالغ مالية من حساباتهم الشخصية. وأوضحت شرطة الرياض أن إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض قامت بدراسة تلك البلاغات وتفحصها والربط بين الأساليب الإجرامية التي تمت بها، ثم قامت بما لديها من إمكانات بتكثيف عملياتها البحثية، وأجرت عدداً من الإجراءات، نتج منها كشف هوية بعض مرتكبي تلك الأعمال الإجرامية، وألقت القبض عليهم، ثم بدأت تتكشف خيوط اللعبة، حتى تجلت الحقيقة كاملة، وتمت الإطاحة بكامل أفراد التشكيل العصابي الثلاثة والثلاثين. وقد وضح جلياً الأسلوب الإجرامي الذي كانوا يستخدمونه، والذي كان يعتمد على دقة المعلومات، والحصول على أكبر قدر من المعلومات الأولية والبنكية التي يستطيعون من خلالها إقناع الضحية حتى تتم الإطاحة به. ولم يسلم أحد من الوقوع في شِراك خداعهم؛ حيث إن من بين ضحاياهم طلبة علم، ومنهم من يحمل شهادات عليا، ومنهم من هو كبير في السن، والشباب من الجنسين والمواطنين وعدد من الوافدين. وقد أكد أسلوبهم قيامهم بتوزيع الأدوار فيما بينهم؛ حيث كان منهم مجموعة تقوم بالتواصل الهاتفي مع الضحايا، وآخرون بتزويدهم بأرقام الحسابات للتحويل لها، ومنهم من ينسق لاستلام المبالغ وتوزيعها، كل حسب دوره. وقد تم التوصل إلى اعترافات صريحة من قِبل الجناة. وقد تجاوزت المبالغ التي حصل عليها أعضاء العصابة أكثر من عشرة ملايين ريال، وعُثر على جزء كبير من المسروقات في حساباتهم، وتم عرض القضية على مقام الإمارة، وستتم إحالتها للقضاء للبت والنظر في الحقَّيْن الخاص والعام في جلسات القضاء. وفي ختام بيانها حذَّرت شرطة منطقة الرياض من الإفشاء بأي بيانات أو معلومات تتعلق الحسابات، موضحةً أن التعامل مع هذه البيانات يجب أن يتم وفق آلية موثوقة عن طريق البنك وليس بالهاتف أو وسائل الاتصال الأخرى. الجدير بالذكر أن "سبق" انفردت هذا الأسبوع بخبر قُرْب بدء محاكمة عصابة قرصنة إلكترونية، سرقت أكثر من مليون ريال من حسابات الشيخ سليمان الجبيلان، وتجري محاكمتها في عنيزة.