أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض، في خطاب وجهته إلى "سبق"، أنها كلفت طبيباً استشارياً للتحقيق في سبب وفاة مواطنة إثر عملية "شفط دهون" ثقبت أمعاءها في إحدى عيادات التجميل الخاصة بمدينة الرياض، مبينة أن الاستشاري سيتولى كتابة تقرير مفصل عن أسباب الوفاة، والإفادة عما إذا كان هناك خطأ طبي من عدمه. وأشارت المديرية في خطابها إلى أنه تم التحفظ على ملف المتوفاة، وفي حال ثبوت خطأ طبي أو إهمال أو تقصير سيتم رفع المعاملة للهيئة الصحية الشرعية لإكمال اللازم نظاماً على ضوء ما أفاد به زوج المتوفاة، ونتائج التحقيق وآراء المختصين، لافتة إلى أن هذه هي الإجراءات المتبعة نظاماً في جميع حالات الشكاوى الطبية التي تردها. وكانت "سبق" نشرت خبراً بتاريخ 12/ 1/ 2012م، بعنوان "وفاة مواطنة إثر عملية "شفط دهون" ثقبت أمعاءها ب"عيادة تجميل"، حكى فيه زوج المواطنة، المواطن منصور المنيع، أنه أدخل زوجته (44 سنة) في يوم الاثنين 26 ديسمبر الماضي إحدى العيادات المتخصصة في التجميل بالرياض؛ لإجراء عملية "شفط دهون" لها، وبعد إجراء التحاليل أخبره الطبيب أنه بإمكانها إجراء العملية دون مشاكل بعد عمل الفحوص اللازمة. وقال المنيع إنه أبلغ الطبيب أن زوجته لديها مشاكل مثل الربو، وسبق أن أُجريت لها عملية، إلا أنه أصرّ على عدم وجود مشاكل أمامه، وأجرى العملية، وخرجت بعدها بساعات, ليُفاجأ بانتفاخ شديد في جسمها، وعندما سأل الطبيب أجابه: "هذا شيء طبيعي، ومن باب الحرص سيتم تنويمها للاطمئنان على صحتها". وقدم المنيع في اليوم الثاني للمستشفى، وكان ضغط زوجته منخفضاً ونبضات قلبها ضعيفة، وتطلب مهدئات للألم بشكل غير طبيعي؛ فطلب الطبيب نقلها لمستشفى خاص لوجود العناية الأفضل, وتم نقلها، وأعطاها "شد" على بطنها، فيما كانت درجة حرارتها مرتفعة للغاية. وتم إجراء أشعة مقطعية لها، وقال له الأطباء إنها "سليمة"، وقَدِم الطبيب، وأدخل في أنفها أنبوباً، وشفط ما في الرئة، وأخرج ما يُقارب "جركل" من الماء الأخضر من رئتيها، وهو ما زال يقول إن الوضع طبيعي، ووضع لها جهاز الشفط، وقال: "كل ربع ساعة شغلوه". وعندما طلب الطبيب أخذ أشعة موضعية للعملية, تدخل طبيب بريطاني من المستشفى، وطلب تدخل الجراح بشكل عاجل، وإجراء عملية تصحيحية، موضحاً أنه يجب أن يُفتحَ البطن من جديد. وعندما سأله الزوج عن الموضوع قال له: "اذهب واسأل الطبيب الذي أجرى عملية شفط الدهون". وقال الطبيب: إنهم وجدوا ثقوباً في الأمعاء؛ ما سبب لها تسمماً وصديداً في البطن. وتفاجأ الزوج عند خروج زوجته من العناية المركزة صباح نفس اليوم الخميس وهي في غيبوبة تامة محملة بالأجهزة، أن وجهها ما زال "منتفخاً"، مضيفاً أنه في ظهر نفس اليوم توقف قلبها مدة معينة من الزمن فجرى إنعاشه, وذهبت للمنزل, جاءه اتصال صباح يوم الجمعة يبلغه بوفاتها. وطالب المنيع بمحاسبة الطبيب بسبب ما فعله, مؤكداً في الوقت نفسه إيمانه بقضاء الله وقدره, وقال: "الطبيب كان سبباً في ذلك، وما زال يُمارس عمله في العيادة، مهدداً بذلك صحة الكثير من المواطنين والمواطنات الذين يقدمون للعيادة".
وجاء في التقرير الطبي من المستشفى الخاص أن سبب الوفاة "توقف القلب والدورة الدموية", علماً أن المتوفاة كانت على جهاز التنفس الاصطناعي والأدوية الداعمة للقلب والدورة الدموية، حيث كانت تعاني من فشل متعدد الأعضاء وحاد نتيجة التهابات بطنية حادة بعد عملية شفط دهون.