شهدت قضية محمية الوعول بحوطة بني تميم، التي تم خلالها ضبط مجموعة من الأشخاص، الأربعاء الماضي، تطورات جديدة، حيث طالب عدد من سكان قرية الحلوة في شكاوى ورسائل واتصالات تلقتها "سبق" بتوضيح موقفهم في القضية ونشر شكواهم ضد الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية. يقول إبراهيم بن عبدالله المعدي: إنه وسكان القرية، ومن باب ضرورة سماع آراء أطراف كل قضية أو شكوى، رغبوا في توضيح ملابسات ما نُشر في صحيفة "سبق" الأربعاء الماضي تحت عنوان (25 دورية طاردت 20 مركبة اقتحمت محمية الوعول بحوطة بني تميم).
يقول المعدي: إن ما حدث ما هو إلا صورة من صور تعسف المحمية المتكررة للمواطنين أثناء ممارستهم حقوقهم الشرعية النظامية. على حد قوله، وتضخيم الأمور بإدخال الأماكن التي يختص بها الأهالي خارج نطاق المحمية المحددة بالأوامر السامية، ووضعها تحت غطاء المحمية، متخذين كلمة (محمية) ذريعة لهم في تعسفهم تجاه المواطنين، ومبرراً في مساندة الجهات الأمنية لهم.
وشاركه بالحديث محمد بن سلمان المشاري الذي قال: إن الموقع الذي تم القبض فيه على المتنزهين يبعد ما يقارب 30 كيلاً عن البوابة الرئيسية التي تعتبر حداً للمحمية، حسب ما جاء في الأمر السامي الكريم رقم 8261/ م ب وتاريخ 15/ 9/ 1428ه.
عبدالله بن حمد العقيلي، من جهته، شكك في معلومات اقتصاص الشبك، وضبط 8 سيارات بلا لوحات مرورية، والقبض على 17 شخصاً بلا إثباتات شخصية، والعثور على سيارات فر أصحابها إلى الجبال، وهي المعلومات التي جاءت في محاضر دوريات الجوالين بمحمية الوعول التي أكدت اقتحام الأشخاص للمحمية. وأشار العقيلي إلى أن هذه المعلومات غير صحيحة. حسب دعواه.
المواطن إبراهيم بن محمد آل عبدالله قال: إن إقامة مثل هذه المحمية في أرض ثبت لأهلها حق الاختصاص بها بموجب الصكوك الشرعية، مخالف لما ورد في المادة الثالثة فقرة (ب) من نظام المناطق المحمية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 12 في 26/ 10/ 1415ه.
سكان قرية الحلوة تقدموا في نهاية حديثهم بالشكر الجزيل لولاة الأمر على سعيهم في حفظ حقوق السكان الشرعية، مبينين صدور أوامر سامية كفيلة بحفظ حقوق سكان الحلوة.
وناشد السكان الجهات المعنية بالنظر في وضع المحمية، وإنصافهم من خلال تحديد علم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية داخل نطاقها، إضافة للمطالبة بتنفيذ الأوامر السامية الصادرة لهم، مشيرين إلى أن تأخير تنفيذها تسبب في كثرة ملفات المواطنين في الجهات الأمنية، والإساءة إلى سمعة الأهالي في الحلوة، رغم أن التاريخ يشهد لهم بمواقفهم المشرفة مع الدولة السعودية.
واختتم السكان حديثهم سائلين المولى عز وجل أن يحفظ ولاة أمرنا، ويجعلهم عزاً للإسلام والمسلمين.
الجدير بالذكر أن "سبق" تابعت القضية في حينها، وصرح وقتها الأمير بندر بن سعود، الأمين العام للهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية، قائلاً: إن هناك مجموعة من الجهَّال قاموا بالدخول إلى محمية الوعول بحوطة بني تميم بطريق غير مشروع لهم الدخول منه، وتم كشفهم وإنزالهم من قِبل فِرَق الهيئة، بمساندة من الجهات الأمنية بحوطة بني تميم، وتعقبهم والقبض عليهم.
وفي تصريح خاص إلى "سبق" أضاف أنهم مجموعة كبيرة، وتمت إحالتهم إلى السلطات الأمنية، وجارٍ التحقيق معهم لمعرفة دوافع دخولهم إلى المحمية.