أدت جموع المُصلين بمسجد عبدالله بن عباس بالطائف عصر اليوم صلاة الميت على الطفلة "شموخ" المقتولة على يد والدتها، وشيعوا جثمانها، وتم دفنها بمقابر العباس بعد الانتهاء من كافة الإجراءات المُتعلقة بذلك عن طريق الشرطة، وذلك بحضور والدها وعدد من الأقارب، والذين خيم الحُزن عليهم جراء الفاجعة، فيما بدأت مراسم استقبال المُعزين بمنزل والد الطفلة الكائن بحي ابن سويلم. ومن ناحيتها استنكرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان هذا السلوك الذي لا يمت لديننا الحنيف بصلة، ولا للقيم، فضلاً عن شرع الإنسانية، مؤكدةً أنه من الناحية الحقوقية والنظامية أصبح لدينا جهات ذات علاقة لمثل هذه القضايا التي ترتبط بحقوق الإنسان بشكل عام، وبحقوق الطفل بشكل خاص. وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وعن طريق مُمثلها في الطائف نايف بن عبدالكريم الثقفي، قد زارت اليوم والد "شموخ" في منزله بحضور عم الطفلة، وقدم تعازيه، ناقلاً تعازي رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني والمشرف العام على فرع الجمعية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف، مُبدياً استعداده لمُساعدة والد الطفلة بتوجيه خطاب شكواه لرئيس الجمعية، والتي ستتابع بدورها نتائج التحقيقات مع الجهات الرسمية، وأنه سيتم إعداد تقرير مُفصل عن تلك القضية المؤلمة. وتحدث والد الطفلة المكلوم عن الفاجعة التي حلت بهم، مؤكداً أن العُنف كان يُمارس على طفلته من والدتها منذ فترة ليست بالقصيرة، مشيراً إلى أن يدها كُسرت، وبسبب ذلك مُنعت من الدخول للمدرسة. ونفى الوالد أن تكون زوجته "قاتلة طفلته" مريضة نفسياً، وأكد أن قواها العقلية سليمة، كما لم يكُن بينه وبينها أي خلاف حتى تنتقم، مبيناً أنها كانت مُتسلطة على الطفلة وتُعنفها. وأكد ممثل الجمعية بالطائف نايف الثقفي أن قضية مقتل الطفلة "شموخ" ليست الحالة الأولى، ولن تكون الحلقة الأخيرة، بل هي حلقة في سلسلة تطول وتطول، مشيراً إلى أن قتل شموخ كان كالصاعقة، ويطرح تساؤلات تتعلق بواجب توفير الحماية للأطفال بدءاً من سَن الأنظمة الضابطة للعلاقة، وانتهاءً بتكوين اللجان المختلفة القادرة على متابعة وضع الأطفال، وتوفير الحماية لهم، والمساءلة القانونية لأولياء أمورهم في حالة ثبوت اضطهادهم وتعذيبهم لأبنائهم. وأضاف الثقفي: "نحن نُجرم انتهاكات حقوق الطفل، ويجب أن تؤمن حمايتهم ضد كل أشكال التعذيب والعنف وسوء المعاملة، وهنا يجب إصدار وتفعيل قانون رادع يُطبق بحق المعتدي على الأطفال". وأكد وجوب الحق في توفير الأمن النفسي لإخوة الطفلة شموخ، خاصةً بعد مقتل شقيقتهم، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر من العنف النفسي، ويجب أن توفر لهم رعاية نفسية مناسبة، لاسيما أنهم يعانون من حالات هلع وخوف يلازمهم ويلاحقهم في مدارسهم ومنازلهم. وأوضح الثقفي أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بصدد نشر التوعية الحقوقية والحملات لمثل هذه الجرائم الإنسانية ضد الطفولة. وكانت والدة الطفلة "شموخ" قد أجهزت عليها فجر أمس الثلاثاء بمفتاح حديدي "أبو جلمبو"، وضربتها في مؤخرة رأسها وبعض أجزاء من جسدها حتى لفظت الطفلة أنفاسها. وأُلقي القبض على الأم، وتم استجوابها وتصديق أقوالها شرعاً وإحالتها لدار الفتيات بمكةالمكرمة تمهيداً لاستجوابها من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام. وأفادت الأم أن طفلتها لا تسمع كلامها ولم تُطعها عندما كانت تؤدي عمليات تقوية ضمن العلاج الطبيعي المنزلي المُقرر لابنتها جراء الكسر الذي لحقها بيدها، وهو الكسر الذي يُشتبه بتورط والدتها فيه.