يسترجع سكان حارة ابن سويلم في المدخل الشمالي للطائف تفاصيل مأساة مقتل الطفلة شموخ التي قضت على يد والدتها والتي ظلت تضربها بمفك أسطوانات حتى لفظت أنفاسها. وكشفت مصادر أمنية خاصة عن معلومات إضافية في حادثة مقتل الطفلة شموخ، وأكدت ذات المصادر بأن الأطباء في مستشفى الأطفال في الطائف لاحظوا تعرض الطفلة إلى كدمة واضحة في منطقتي البطن والحوض، بخلاف الكدمات التي ملأت جسدها من الضرب بالمفتاح، والتي تركزت خلف الرأس. فيما أثبت وقتها الطبيب الشرعي ساعة الكشف عليها أن الكدمات التي ظهرت على شموخ في منطقة ما حول البطن كانت بسبب هروب الطفلة من الأم أثناء الجريمة، حيث اصطدمت الطفلة بجسدها بطاولة الشاي والقهوة فسقطت لتلحق بها والدتها وتكمل سيناريو القتل المفجع، فيما جرى نقل القاتلة إلى دار الفتيات في مكة. من جهة أخرى، تدخلت أمس جمعية حقوق الإنسان لتبني قضية شموخ وزار ممثل الجمعية نايف الثقفي منزل والد الطفلة وقدم واجب العزاء له وأعلنت الجمعية استعدادها لمساعدته والوقوف بجانب أبنائه الآخرين، وأوضح عضو جمعية حقوق الإنسان وممثلها في الطائف نايف الثقفي أنهم بصدد إعداد تقرير مفصل عن الحادثة ومتابعة سير التحقيقات مع الجهات المختصة. وألمح الثقفي أن حادثة شموخ ليست الأولى وليست الحلقة الأخيرة بل هي حلقة من سلسلة تطول وتطول، معتبرا أن جريمة قتل الطفلة شموخ حدثا صاعقا يطرح أسئلة عديدة تتعلق بواجب توفير الحماية للأطفال دوما عن طريق سن الأنظمة الضابطة لآليات العلاقة الأسرية وتفعيل أعمال اللجان المختلفة القادرة على متابعة وضع الأطفال. «عكاظ» زارت منزل الأسرة والتقت والدها الذي مازال متماسكا رغم المعاناة التي هزت أركان منزله. وقال والد شموخ: «اتصل بي شقيقي مريسي يبلغني أن طفلتي توفيت في مستشفى الأطفال فتحركت من مكةالمكرمة، إذ أنني أعمل على سيارتي لتوفير القوت اليومي لأسرتي، وما أن وصلت إلى المستشفى حتى جرى إبلاغي من قبل أفراد شرطة الفيصلية أن شموخ ماتت مقتولة بيد والدتها». وأضاف والد الطفلة القتيلة أن ابنته ظلت صامدة ولم تحدثه مرة واحدة عن عنف والدتها معها إلا بعد سؤالها لأنها كانت تخاف منها، لافتا إلى أنه حاول إصلاح الأمر مع ذوي زوجته وأشهدهم على حالات العنف تجاه طفلته ولكن لم تشفع كل المحاولات، مضيفا أنه شاهد ابنته قبل شهرين تشكو من ألم في يدها اليسرى وعندما سألها ردت عليه شموخ بأن والدتها من فعل ذلك. وطالب والد شموخ بإنزال أقصى درجات العقوبة تجاه زوجته التي حرمته من فلذة كبده. وأضاف والد شموخ أن فيصل أكبر أبنائه يدرس في الصف الثاني الابتدائي ويسكن حاليا معه في شقة والدته ويسأله بلهفة أين ذهبت شموخ، موضحا أن ابنه حينما يسأله يضمه إلى صدره ويقول له إنها في قلبه تبتسم، بالإضافة إلى إخوته لطام وأحمد والطفلة الصغيرة ريحانة ذات السبعة أشهر. وتابع والد الطفلة القتيلة أن زوجته لا تعاني من أي مرض نفسي ولم يراجع بها أي عيادة نفسية على الإطلاق. من جهته قال عم شموخ «مريسي الخديدي» إنه حضر لمنزل شموخ بعد طلب والدتها لإيصالها إلى المستشفى. وقال: «تسلمتها وهي ملفوفة بقطعة قماش وهي تنزف الدماء من أنفها، فتحركت إلى مستشفى الأطفال إلا أنها فارقت الحياة، لافتا إلى أنه لاحظ أطراف أرجلها وأصابع يديها قد تحولت إلى اللون الأزرق».