قال وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله، أمس إن تغيير المناهج الدراسية أمرٌ "صعبٌ". مؤكداً أن السعودية لا تزال بحاجة إلى ثلاث سنوات لتحقيق ذلك. وأوضح وزير التربية ردًّا على سؤال خلال المنتدى العالمي للتنافسية الدولي السادس والذي ترعاه "سبق" إلكترونياً أن العمل على "تغيير المناهج أمر صعب. ما زلنا بحاجة إلى ثلاث سنوات".
وأضاف بأن التغيير يشمل كذلك التطوير، مثل استخدام التكنولوجيا؛ فهي "لغة العصر". مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من صغار التلاميذ يملكون أحدث أجهزة الاتصال.
وتابع الأمير فيصل: "لسنا سعداء بما لدينا، لكن أملنا كبير. نحتاج إلى الوقت؛ فالمهمة ليست سهلة، ووزارتنا ربما تكون من أهم الوزارات".
كما أكد في كلمة ألقاها أمام المشاركين في الدورة السادسة للمنتدى، الذي يُعقد في فندق فخم في الرياض، تخصيص مبلغ 170 مليار ريال (45.44 مليار دولار) في ميزانية العام الحالي للتربية والتعليم.
وأوضح أن "عدد الطلاب يقارب خمسة ملايين، في حين يبلغ عدد الأساتذة نصف مليون، والمدارس 33 ألفاً".
وختم بأن الوزارة تعمل على "تطوير المناهج الدراسية؛ لاستيعاب الرؤية الجديدة، مع تعزيز قيم المواطنة والتسامح والانفتاح على الآخرين. كما أن الوزارة تسعى إلى تعزيز مشاركة المرأة بناء على المساواة في القدرة والكفاءة".
وأكد وزير التربية على أن الاستثمار في رأس المال البشري يعد أهم وأرقى وأنفع أنواع الاستثمار .
وشهد منتدى التنافسية الدولي السادس الذي واصل فعالياته في فندق الفورسيزن بالرياض، وترعاه "سبق" ألكترونياً ، في أول أيامه العديد من الجلسات طالب خلالها خبراء عالميون الشركات الخاصة بالعمل على دعم المبادرات الحكومية والاتجاه نحو دعم أفكار الموظفين ورعايتها، مؤكدين أهمية تضافر القطاعين العام والخاص لإيجاد بيئة خصبة لخلق فرص في مجال ريادة الأعمال، مشددين على أنه لا يمكن للمشاريع والابتكار والإبداع أن تزدهر إلا في مناخ من الحرية.
وأوضحوا خلال الجلسة الأولى، أن الرؤية هي أهم عامل في دفع روح المبادرة، وأن التعلم المستمر يشكل أهمية كبيرة للشركات، واتفقوا على أن ريادة الأعمال تعد خليطاً من الدراسة والممارسة والاستعداد الشخصي.
وضمن فعاليات الجلسة التي حملت عنوان "تنافسية ريادة الأعمال" تساءل المدير التنفيذي لشركة أرامكس فادي غندور عن الطريقة التي يمكن إتباعها لتخريج جيل من رواد الأعمال الشباب، مشيراً إلى أن تنميتهم ليست مسؤولية القطاع العام وحده بل مسؤولية القطاع الخاص، وأوضح: "لا نحتاج إلى اختراع من جديد، بل يمكن أن نطور التجارب القائمة ونبني عليها؛ كي نستفيد منها محلياً"، مشيراً إلى أن "الشغف أمر مهم ليكون الشخص رائداً في مجال الأعمال، وكذلك البدء بالعمل والتعلم للوصول إلى مرحلة متقدمة في ريادة الأعمال".
أما رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة 3M جورج باكلي فتطرق إلى جانب آخر يتمثل في السؤال: كيف أنافس ضد شركات قوية جداً؟ وأجاب: "على من يريد البدء في ميدان معين ألا يتخلى عن طموحه، وهناك دائماً أفكار جديدة، والبداية هي الخطوة الأهم، والأفضل الانطلاق من فكرة معينة ودعمها بالعمل الجاد والتدريب الجيد والصدق للوصول إلى نتيجة مرضية يمكن البناء عليها".
ومن جهته أكد عضو مجلس إدارة شركة فولكس واجين كرستيان كينجلير، أهمية فهم ثقافة كل مجتمع؛ "حتى نستطيع إيجاد أرضية مناسبة للإبداع فيها"، لافتاً إلى أهمية تدريب الموظفين ووضع رؤية لهم وإتاحة المجال أمامهم للتفكير وتنفيذ أفكارهم حتى تستمر الشركات في ريادتها".
وتشاركه الرأي أنا دوترا الرئيس التنفيذي للمركز الاستشاري للقيادة والمواهب في "كون فرري انترناشونال، وتضيف: "رواد الأعمال هم الذين يسعون إلى خلق الفرص، ويخاطرون ويتحملون التحديات، ويجمعون الموارد لتحقيق أهدافهم، وأبرز مثال على ذلك ستيف جوبس وآينشتاين وغيرهما ممن تحملوا العناء في بداية عملهم ثم وصلوا إلى مراحل متقدمة من الريادة في مجالات عملهم".
وفي مستهل الجلسة الثانية لأعمال المنتدى حذر الخبراء المشاركون من نشوب حرب جديدة سموها "حرب الوظائف القادمة"، مستعرضين أسباب حدوثها التي يأتي من أهمها الازدياد المطرد في البطالة، وإهمال تطوير القدرات والمهارات لدى الموظفين، وعدم خلق قطاعات اقتصادية جديدة، وإغفال تطوير ما هو قائم من كيانات اقتصادية.
هذا ما أكده جيم كليفتون المدير التنفيذي لمؤسسة (غالوب)، مشيراً إلى أن "الإبداع لن تكون له قيمة ما لم يُنتج وظائف؛ فزيادة الهجرة في غالبية مدن العالم سببها البحث عن وظائف جيدة، ولا شك توفير فرص عمل سيجعل الكثيرين يتراجعون عن فكرة الهجرة".
وأكد على ضرورة وجود استراتيجيات للشركات المبتدئة والناشئة، موضحاً أن "75% من الشركات ليست لها رغبة في النمو، وأكثر البحوث التي أجريت على نظرة الناس إلى العمل الجيد أوضحت وجود 100 مليون عمل جيد في أمريكا وأن 30% فقط يبحثون عن عمل جيد، بينما 50% لا يهتمون بالبحث. وقد أتت الصين وروسيا في مرتبة أعلى من حيث سوء العلاقة بين المديرين والموظفين".
ومنتدى التنافسية الدولي لهذا العام يسلط الضوء على تنافسية ريادة الأعمال من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بما فيها تنافسية القطاعات الحكومية والخاصة والشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة وعوامل الفشل والنجاح وكيفية الاستفادة من التجارب الماضية.