طالبت خريجات سعوديات بإنشاء أول مستشفى متخصص يُدار بكوادر طبية سعودية نسائية، ويضم مختلف التخصصات الطبية، ويكون على مستوى عالٍ من الخدمات الطبية والعلاجية، مشيرات إلى أن الشريعة الإسلامية والمجتمع السعودي بعاداته وتقاليده يدعمان ويطمحان إلى تحقيق هذه الخطوة، مؤكدات أنه في ضوء ارتفاع عدد الخريجات من الكليات الطبية في القطاعين العام والخاص فإن وجود مثل هذه المشروعات سيحقق مردوداً إيجابياً على الوطن والمواطن. وقالت المتخرجة ود جستنية: "إن هذا الحلم ليس حلم الطبيبات السعوديات فقط، وإنما هو حلم كل امرأة سعودية، حيث تفضل الكثيرات منهن الكشف عند طبيبة متخصصة، أفضل من أن تكشف عند الأطباء الرجال؛ نظراً للعادات والتقاليد وبيئة المجتمع السعودي، إلى جانب أن الشريعة الإسلامية التي تحث على ألا تكشف المرأة عند الطبيب إلا في حالات عدم وجود طبيبة، والحاجة الملحة في حالات المرض أو العمليات الجراحية الكبرى".
وأكدت الخريجة الدكتورة آلاء عقيل الجفري، المتخصصة في الأنف والأذن والحنجرة من كلية ابن سينا للعلوم الطبية أنه لا يوجد حالياً صعوبة في وجود مثل هذا المشروع؛ نظراً لارتفاع عدد الخريجات من كليات الطب من النساء من مختلف الجنسيات، حيث تخرج كليات الطب في المملكة كل عام ما لا يقل عن 1000 طبيبة من كليات الطب الأهلية والحكومية في مختلف التخصصات، مشيرة إلى أن هذا العدد في ارتفاع ملحوظ، مما يمكن من نجاح المشروع. وأكدت الخريجة الدكتورة أبرار عبدالعزيز سلطان، المتخصصة في الأمراض الباطنية من كلية ابن سينا، أن مشروع إنشاء مستشفى يدار بطاقات نسائية يعد مطلباً للمجتمع السعودي، مبينة أن الكثيرات من النساء السعوديات يفضلن الكشف عند المرأة الطبيبة، خاصة في بعض الأمراض التي لا يمكن أن تفصح عنها المرأة للطبيب، حيث إنها تشعر بالإحراج في الكثير من الأحيان. وشددت الخريجة الدكتورة أبرار سلطان على أهمية دعوة قطاع الأعمال للعمل على إنشاء مشروعات المستشفيات النسائية المتخصصة عن طريق إجراء الدراسات الاقتصادية، وكذلك التنسيق وتوقيع الاتفاقيات مع الكليات الطبية الأهلية؛ لإمدادها بالكوادر الطبية والفنية من أطباء وممرضين وفنيين وصيدلانيات وغيرهن، لافتة إلى أن الفكرة تعد نموذجية وناجحة في وقت يرتفع فيه عدد السكان، كما يكثر فيه عدد الإناث عن الذكور. وقالت الدكتورة أبرار: "المرأة في المجتمع السعودي لا تختلط في أعمالها مع الرجال إلا فيما ندر، والأسر السعودية بشكل عام تفضل أن تكشف المرأة عند امرأة مثلها، إلا إذا دعت الضرورة"، وضربت على ذلك مثلاً بتخصص النساء والولادة، مشيرة إلى أن أكثر من 90 في المائة حين الحمل لا يكشفن إلا عند طبيبة نساء وولادة، ولا تفضل الرجل على الإطلاق. وأشارت خريجة كلية ابن سينا غادة فقيه، المتخصصة في طب الأسنان، إلى أن تخصص طب الأسنان يتطلب من الطبيب الكشف على منطقة الفم، لافتة إلى أنه لابد من أن يستخدم أدواته الطبية وهو على مقربة من المريضة، وهذا لا شك يزعج المرأة السعودية بكل عاداتها وتقاليدها ورؤيتها وتربيتها، والتي تفضل أن تكشف عند طبيبة أسنان. وأفادت أن فكرة وجود مستشفيات متخصصة تعمل بطاقات نسائية ستكون ناجحة ومثمرة وذات عائد اقتصادي كبير. وتساءلت الدكتورة غادة فقيه: "لا أعرف لماذا لم يفكر قطاع الأعمال حتى الآن في وجود هذا النوع من المشروعات في ظل وجود كليات طبية تخرج كل عام أعداداً من الطبيبات في مختلف التخصصات". وأكدت الدكتورة الخريجة عالية طارق بن يمين، وهي تخصص طب أطفال من ابن سينا، أن فكرة المشروع رائعة، وأرجعت عدم تفكير رجال الأعمال في هذه المشروعات في السابق إلى عدم وجود مخرجات في التخصص، مشيرة إلى أن الأمر اختلف اليوم في ظل انتشار الكليات الطبية وارتفاع عدد الملتحقين بها، وكذلك عدد الخريجات، مؤكدة أن مشروع المستشفيات النسائية إذا نُفذ الآن سيجد صدى واسعاً وإقبالاً منقطع النظير، مع تغير وجهات نظر المجتمع تجاه الطبيبة السعودية. ولفتت إلى أن تخصصها في مجال طب الأطفال كان سببه أن أغلب الأمهات يفضلن المرأة لأن تكون طبيبة لابنها وابنتها؛ باعتبارها أولاً وأخيراً أماً، لديها أبناء وبنات في الحاضر والمستقبل، مؤكدة أن طبيبة الأطفال أحنّ وتملك عاطفة أكثر من الرجل الطبيب؛ مما يجعل الأطفال أكثر تقبلاً للعلاج. أما طبيبة الأشعة الخريجة من ابن سينا، رندا حسين اليافعي، فقالت: "الكل يدرك أن كل المستشفيات تضع طبيبة أشعة لإجراء وإتمام عملية التصوير، والأشعة تتطلب من المرأة أن تكشف أعضاء من جسمها، وبالتالي لابد من وجود طبيبة أشعة تقوم بهذا الإجراء، ولا يقبل المجتمع والأسرة بكل مكوناتها أن يقوم طبيب بتصوير زوجته أو أخته أو أمه". وأضافت: "من هنا فإن وجود مستشفيات تُدار بطاقات نسائية سيكون له مردود إيجابي، كما أن وجود مثل هذه المشروعات سيوفر الكثير من الوظائف للمرأة السعودية والمقيمة، باعتبار أن المستشفى سيحتاج كوادر إدارية وفنية وهندسية وتقنية". ودعت الدكتورة رندا اليافعي إلى سرعة تبني وجود مثل هذا المشروع، وأن يكون في كل مدينة سعودية مستشفى نسائي خاص للسيدات.