تطمح خمس فتيات سعوديات بإنشاء أول مستشفى متخصص للنساء يدار بكوادر طبية سعودية نسائية ويضم مختلف التخصصات الطبية ويكون على مستوى عال من الخدمات الطبية والعلاجية ويدار بكفاءات سعودية طبية نسائية. وقالت خريجات كلية ابن سيناء للعلوم الطبية بجدة واللاتي سيحتفلن اليوم الاثنين بتخريجهن من الدفعة الأولى والثانية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدا لعزيز محافظ جدة، أن هذا الحلم ليس حلم الطبيبات السعوديات فقط وإنما هو حلم كل امرأة سعودية حيث تفضل الكثيرات منهن الكشف عند طبية متخصصة أفضل من أن تكشف عند الأطباء الرجال نظرا للعادات والتقاليد وبيئة المجتمع السعودي إلى جانب تعاليم الشريعة الإسلامية. وقالت الطبيبة الخريجة آلاء الجفري المتخصصة في الأنف والأذن والحنجرة أن هناك ضرورة ملحة للتفكير بجدية في وجود مستشفى متخصص للنساء يضم كافة التخصصات الطبية ويجهز على مستوى عال من الإمكانيات والتجهيزات والكوادر الطبية ويدار بطاقات نسائية فقط ابتداء من مدير المستشفى إلى الأطباء والممرضين والفنين. وأكدت أنه لا يوجد الآن صعوبة في وجود مثل هذا المشروع نظرا لارتفاع عدد الخريجات من كليات الطب من النساء من مختلف الجنسيات حيث تخرج كليات الطب في المملكة كل عام ما لا يقل عن ألف طبيبة من كليات الطب الأهلية والحكومية في مختلف التخصصات. وقالت الطبيبة الخريجة أبرار سلطان المتخصصة في الأمراض الباطنية إن مشروع إنشاء مستشفى يدار بطاقات نسائية يعد مطلبا للمجتمع السعودي وإن الكثيرات من النساء السعوديات يفضلن الكشف عند المرأة الطبيبة خاصة في بعض الأمراض التي تشعر بالإحراج في الإفصاح عنها في الكثير من الأحيان. وشددت إلى أهمية دعوة قطاع الأعمال العمل إلى إقامة مشروعات المستشفيات النسائية المتخصصة عن طريق إجراء الدراسات الاقتصادية وكذلك التنسيق وتوقيع الاتفاقيات مع الكليات الطبية الأهلية من أجل إمدادها بالكوادر. ولفتت إلى أن الفكرة تعد نموذجية وناجحة في وقت يرتفع فيه عدد السكان وأن عدد الإناث أكثر من الذكور، مشيرة إلى أن أكثر من 90 % حين الحمل لا يكشفن إلا عند طبيبة نساء وولادة ولا تفضل الرجل على الإطلاق. كما أشارت الطبيبة غادة فقيه المتخصصة في طب الأسنان أن تخصصها يتطلب الكشف على منطقة الفم ولابد من أن يستخدم أدواته الطبية وهو على مقربة من المريضة وهذا لا شك يزعج المرأة السعودية بكل عاداتها وتقاليدها ورؤيتها وتربيتها وهي تفضل أن تكشف عند طبيبة أسنان، وأفادت أن فكرة وجود مستشفيات متخصصة تعمل بطاقات نسائية ستكون ناجحة وذات عائد. وقالت الدكتورة عالية طارق بن يمين المتخصصة في طب الأطفال أن فكرة المشروع رائعة وربما لم يفكر رجال الأعمال في وجود هذه المشروعات في السابق نظرا لعدم وجود مخرجات في هذا التخصص لكن اختلف الأمر اليوم في ظل انتشار الكليات الطبية وارتفاع عدد الملتحقين بها. أما طبيبة الأشعة الخريجة رندا اليافعي فقالت الكل يدرك أن كل المستشفيات تضع طبيبة أشعة من أجل إجراء وإتمام عملية التصوير وأن الأشعة تتطلب من المرأة أن تكشف أعضاء جسمها وبالتالي لابد من وجود طبيبة أشعة تقوم بهذا الإجراء ولا يقبل المجتمع والأسرة بكل مكوناتها أن يقوم طبيب بتصوير زوجته أو أخته أو أمه، من هنا فإن وجود مستشفيات تدار بطاقات نسائية سيكون له مردود إيجابي كما أن وجود مثل هذه المشروعات سيوفر العديد من الوظائف. من جهته أيد رئيس مجلس إدارة ابن سينا للعلوم الطبية شالي بن عطية الجدعاني وعميد كلية ابن سينا الدكتور رشاد قشقري وجود مثل هذه المستشفيات في ظل تنامي مخرجات كليات الطب الأهلية والحكومية في مختلف التخصصات مبينا أن كليات الطب خلال الخمسة أعوام القادمة ستغطي جزء مهم من التخصصات الطبية الأكثر احتياجا لسوق العمل مبينا أن مشروع مستشفى يدار بطاقات نسائية سيحقق النجاح وستكون له عوائد مجزية متى ما تمت دراسته بشكل علمي ومقنن واستثمار يعمل على نجاح هذه المشروعات مبينا أن المجتمع السعودي بعاداته وتقاليده وتشريعاته ما زال محافظا على الثوابت الأساسية لما يحفظ حقوق المرأة. أطباء يتصفحون الشرق