يحقق مكتب التربية والتعليم بمحافظة "القرى"، التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الباحة، في قضية تعرض طالبة في المرحلة الابتدائية للعنف الأسري بالضرب المبرح، الذي ترك آثاراً على جسمها، خاصة الوجه. وقالت مصادر "سبق" إن الطالبة، وهي من جنسية عربية، تدرس في الصف الثالث الابتدائي بمجمع الأطاولة التعليمي بمحافظة "القرى"، التي تبعد عن منطقة الباحة نحو 35 كيلومتراً، وغابت عن المدرسة يوم الاثنين الماضي، وعند حضورها يوم الثلاثاء إلى المدرسة شاهدت إحدى المعلمات آثار ضرب على جسمها، خاصة الوجه؛ فأبلغت وكلية المدرسة، التي بدورها حاولت مساءلة الطالبة عمن فعل بها ذلك، إلا أن الطالبة أنكرت تعرضها للضرب، وذكرت أن هذه الآثار هي من المدفأة. وتحت إصرار وكلية المدرسة قالت الطالبة إن والدتها اعتدت عليها بالضرب؛ لأنها كسرت المكنسة. وأضاف المصدر: إدارة المدرسة اتصلت بوالد الطالبة، وكانت المفأجاة أن والد الطالبة هو من اعتدى على ابنته بالضرب، وأرجع سبب ذلك رغبته في تعليمها. وأضاف والد الطالبة أثناء المكالمة مع إدارة المدرسة بأن في بلادهم يُقتل الطالب في سبيل العلم؛ "لأن التعليم يختلف في بلادنا"، حسب وصفه. ورغم إبلاغ ولي أمر الطالبة بأن ما يفعله مع ابنته غير صحيح، وليس أسلوباً تربوياً، "وسوف نضطر إلى إبلاغ لجنة حقوق الإنسان بالقضية"، ذكر والد الطالبة أنه لا يهمه أحد، وأن هذه ابنته، وليس لأحد التدخل فيها. وقال مصدر "سبق": تم إبلاغ مكتب التربية والتعليم بالقضية، وحضر في اليوم الثاني مديرة مكتب التربية والتعليم في محافظة القرى للتحقيق في القضية، التي سوف يتم التواصل مع إدارة التربية والتعليم فيها لإكمال إجراءاتها. وقد هاتفت "سبق" المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الباحة سعيد بن محمد مخايش، الذي أكد أن مثل هذه القضايا تحال فوراً إلى لجنة حقوق الإنسان بإدارة التربية والتعليم، التي بها لجنة نسائية تتواصل مع الأهل، وتتعامل مع مثل هذه القضايا بكل جدية، خاصة في مثل هذه القضايا، وتعمل بالتنسيق مع مقام الإمارة، وإمارة المنطقة تتدخل بقوة في مثل هذه المواضيع؛ لأن الهدف تحقيق التعليم لأي شخص، سواء كان سعودياً أو غير سعودي، وفق الأساليب التربوية الحديثة. وأضاف مخايش: في حالة ثبوت ذلك ستعمل إدارة التعليم بما يكفل للطالبة حقها في التعليم بأسلوب تربوي، سواء كان العنف من الأسرة أو من خارجها، وأمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز يدعم هذا الموضوع. وأشار إلى أنه في حالة عدم استجابة ولي الأمر لهذه اللجنة أو لإدارة التعليم "تُحال القضية فوراً لإمارة المنطقة".