أكد الكاتب والصحفي قينان الغامدي أن الصحافة الورقية في العالم تعيش حالة احتضار وهاجس الانقراض منذ ظهور الصحافة الإلكترونية، وأرجع رئيس تحرير صحيفة (الوطن)سابقا، خلال المحاضرة التي ألقاها مساء الثلاثاء9/6/2009، بمقر النادي الأدبي بالشرقية، أسباب توقف إصدار بعض كبريات الصحف الورقية العالمية، إلى عاملين الأزمة المالية ومنافسة الصحف الإلكترونية. واستنكر الغامدي وضع الصحف الورقية المحلية وعدم استشعارها بالخطر المحيط بها والمتمثل في دائرة الاتصال بين الورقي والإلكتروني"وأخشى ما أخشاه ألا تعي الصحافة ذلك إلا والعالم قفز مسافات ضوئية". وأضاف الغامدي "أن مواقع الصحف الإلكترونية التابعة للصحف الورقية هي مواقع جامدة لا تتعدى كونها نسخة مطابقة للصحيفة الورقية، مبينا عجزها في متابعة الحدث في حينه، مسشهدا بالتغيير الوزاري الأخير بالمملكة العربية السعودية وكيف انتظرت الصحف الورقية إلى اليوم الثاني، ولم تذكره في مواقعها الإلكترونية، بينما العالم أجمع قرأه في الصحف الإلكترونية. ومن خلال المحاضرة اتضح المأزق الكبير للصحافة الورقية عندما أشار المحاضر إلى أن شركات تصنيع الورق وبالتضامن مع شركات المطابع الكبرى رصدت مليارات الدولارات لدراسة أوضاع الصحف الورقية، وكذلك الاستهلاك الورقي والذي يتزايد سرعة من حين إلى آخر. وأشار الغامدي خلال محاضرته إلى أن المملكة تعتبر أكبر بلدان العالم تزايدا في السكان، مضيفا"أن الشباب أكثر إقبالا على التقنية الحديثة من إقبالهم على الورق". الجدير بالذكر أن المحاضرة تطرقت إلى تطور الصحافة الورقية في المملكة منذ نشأتها في منتصف الأربعينيات من القرن الهجري الماضي، معتمدة على المدرسة الإنشائية المصرية حتى حدث الانقلاب الجوهري على هذه المدرسة الإنشائية عقب صدور جريدة (الوطن)في الربع الأول من عام 2000 مستفيدة من المدرسة اللبنانية حتى تجاوزت هذه المدرسة، وذلك بالاستفادة من آخر ما توصلت إليه مهنة الصحافة العالمية. وأضاف الغامدي أن مركز بيو الأمريكي للأبحاث أصدر تقريرا في فبراير الماضي وصف فيه واقع الصحافة الورقية في عام 2008 ب"المرير" و رسم التقرير صورة متشائمة للصحافة الورقية عام 2009، كما أكد التقرير توجه الأمريكيين للإنترنت لمعرفة الأخبار مقابل انخفاض قراء الصحف الورقية عام 2006. وفي سياق آخر أوضح الغامدي أن تجربته التي عاشها في بريطانيا غيرت الكثير من منهجيته في التعاطي مع القضايا، مشيرا إلى أنه كان مهاجما وجريئا وصارخا وصادما مما أضر بأصحاب القضايا اما الآن فقد أصبح اكثر نضجا وتثبتا. وقال " حتى انني أشعر بالخجل من نفسي عندما أرى اسلوبي السابق والذي تناولت به بعض القضايا "، وأضاف أن الإعلان والمجتمع أكثر تحكما في سقف الحرية من الأنظمة والقوانين، مبينا ان الوضع الحالي للحرية يعتبرا مقبولا جدا. وفيما يتعلق برئاسته لتحرير دنيا الشرق قال بعد ان رفضت ان اكون مديرا عاما اشاروا على بان اتولى رئاسة التحرير في دنيا الشرق وكان ذلك قبل ستة اشهر ولم يحدث ان تطرقنا الى هذا الامر بعد ذلك الوقت.