بعد محاولات متعددة للاتصال بها، جاءني صوتها عبر الهاتف ضعيفاً، بائساً، يحمل في طياته انكسار زمانها وبقايا جسد نبش المرض مخالبه فيه، فأضحى هزيلا يستجدي الأيام حتى يظل صامدا . وقد تحدثت ل"سبق" المواطنة "تحتفظ سبق باسمها "قائلة: :ابتلاني الله بالفقر والمرض والهجر، فأنا فقيرة ولا أملك من حطام الدنيا شيئاً"، وبصوت متهدج تابعت: "أنا أعاني من مرض في الدم يسمى الوهن العضلي الوبيل، الذي تم إثباته من قبل الاستجابات الإيجابية والناقصة على دراسة توصيل العصب"، لافتة إلى أنه مرض ليس له علاج حتى الآن، وأوضحت أنها استخدمت بسبب المرض حبتين مستينون كل 4ساعات بشكل يومي من أجل قصور النفس الذي يسببه المرض. وصمتت عن الحديث بُرهة ولاحظتُ ارتعاش في نبرة صوتها، تعاطفت معها وطلبت منها التوقف عن الحديث حتى تشعر بأنها أفضل، بصوت منكسر تابعت: "إنه مرض يتحكم بالأعصاب، وعندما تشتد شراسته يتسمم الدم وأعجز عن الحركة أو الكلام، كما تبدأ أنفاسي في القصور وأكثر أوقات حالة التسمم تحدث ازدواجية بالعين، ويجرى لي غسيل للدم لتنقيته من السموم". وبكل أسى استكملت شكواها قائلة: "دخلت العناية المركزة عدة مرات بسبب ارتفاع السموم بالدم، وأعاني من آلام بالكعب وقد تم حقنه بمادة الأستيرويد القشري وهي حقن أشتريها بمبلغ 3700 ريال، معربة عن أسفها لاقتراضها مبلغاً من المال لعجزها عن الحركة". وتابعت سرد معاناتها قائلة : "أنا امرأة مطلقة ومريضة وحالتي المادية سيئة للغاية"، مبينة أنها تقطن في قرية تبعد عن الرياض 200 كيلو، بالإضافة إلى معاناتها من عناء السفر وتكاليف الذهاب للرياض من أجل العلاج؛ لأنها ليس لديها سكن بالرياض، وبكل مرارة وأسى عبرت عن ظروفها قائلة: "مادت بي الأيام ولا أدري أأصبحت عبئاً على الأيام أم أضحى حزنها يسري في شراييني، فأنا لا أملك سيارة وكبلتني الديون التي وصلت قيمتها 80 ألف ريال لشخص وسلمتها بطاقة الضمان من أجل سداده، ولم يتبق لي دخل شهري أصرف منه، وقد قدمت على الديوان الملكي وعدد من الأمراء، بيد أن الحظ لم يحالفني، حيث قدمت عدة مرات لطلب بيت بالرياض أو سيارة من أجل الذهاب للعلاج، أو سداد ديني الذي أثقل كاهلي مع المرض". وأضافت: "ولدي متوفى وليس لي سوى ابنة واحدة، تكالبت علي الديون وحاصرتني حتى شعرت بالاختناق بسبب ذهابي للعلاج بمستشفى الملك فيصل التخصصي؛ فاضطر للذهاب من القرية إلى الرياض من أجل العلاج"، موضحة أنها تلجأ لاستئجار من يقلها إلى هناك، مع غلاء المعيشة و"مرضي أعجزني عن العمل". وناشدت عبر "سبق" تسديد ديونها التي بلغت 120 ألف ومساعدتها في توفير سكن بالرياض قريب من مكان علاجي الدائم، "حيث إن مرضها صعب ونادر"، وختمت بقولها: "أنتم أملي بعد الله".