كشفت دراسة ميدانية أُجريت على 775 شاباً وشابة تراوح أعمارهم بين 15-29 سنة أن أغلبيتهم أكدوا أنهم يحملون مشاعر إيجابية تجاه أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن ضبط أعضائها للسلوكيات والمظاهر العامة للشباب لا يعد تدخلاَ في خصوصيات الآخرين. جاء ذلك في إحدى جلسات اجتماع مديري عموم الفروع والإدارات العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تبوك، تحت عنوان "الهيئة والمجتمع"، التي انطلقت جلساتها، أمس، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك. وقال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حميّن الحميّن في الكلمة الافتتاحية للاجتماع: "أرحب بكم في اجتماعكم الدوري السابع لمديري عموم إدارات الرئاسة وفروعها في بلادنا المباركة والذي يأتي تحت عنوان "الهيئة والمجتمع" والذي يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك. وأضاف أن الاجتماع يأتي امتداداً للاجتماعات السابقة والتي جنينا جميعاً ثمارها، وعالجت كثيراً من القضايا التي تهم عمل الهيئة الميداني، وعملها الإداري والتقني والتوعوي والتوجيهي والذي ننشد منه أولاً وقبل كل شيء رضا الله، ثم تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين الذي نجد منهم في هذا الجهاز المبارك رعاية وعناية ودعماً ومؤازرة. وأشار الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى تحقيق مرحلة متقدمة في التحول التقني في التعاملات الإلكترونية التي وصلت إلى مصاف الأجهزة المتقدمة في التحول التقني، كما هو في تقييم تحول التقنيات الإلكترونية، منوهاً بنجاح أعمال الرئاسة في موسم هذا الحج ومساندتها أجهزة الدولة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وعززت ذلك في مجال التوعية والتوجيه، وفي العمل الميداني فيما يتعلق بالضبط، وفق الأنظمة والتعليمات واحترام حقوق الآخرين. وكانت الجلسة الأولى قد انطلقت، صباح أمس، برئاسة رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان سعادة الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، وكانت تحت عنوان "العلاقة بين الهيئة والمجتمع"، حيث ناقشت الورقة الأولى "المجتمع السعودي وخصائصه" والتي طرحها الأستاذ الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير، عضو مجلس الشورى، متناولاً موضوعات عدة وعناوين من خلال ورقته حيث تطرق إلى النشأة والتوحيد، والشيخ محمد بن عبد الوهاب والحركة الإصلاحية، والملك المؤسِّس عبد العزيز، والموقع والسكان، وخصائص المملكة. وناقش الجوير في ورقته "التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي وعواملها"، والعمالة الوافدة. وتناول عضو مجلس الشورى في أحد عناوين الورقة مستقبل المجتمع السعودي، وخلص إلى أن المجتمع السعودي قاد إصلاحات جبارة اقتصادياَ واجتماعياَ. وناقشت الورقة الثانية "أثر التغيرات المجتمعية في العلاقة بين الهيئة والمجتمع" للدكتور علي بن عبد الرحمن الرومي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتطرق إلى مفهوم التغير الاجتماعي، وأشار في أحد الفصول إلى أن التغير الاجتماعي من طبائع المجتمعات. كما ناقش الدكتور الرومي عوامل التغير الاجتماعي، والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي، والعلاقة بين الهيئة والمجتمع. وأشار إلى أن العلاقة بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجتمع السعودي ممتدة تاريخياَ، موضحاً أنه يمكن تفكيك علاقة الهيئة بالمجتمع إلى ثلاثة مستويات هي "المبدأ، والمؤسسة، والممارسة". وأشار إلى أن المبدأ يعد من المبادئ الأساسية التي يؤمن بها أفراد المجتمع، والمؤسسة، فقد ارتبطت نشأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنشأة الدولة، ومستوى الممارسة كسب جهاز الهيئة ثقة المجتمع من خلال ما يقوم به جهودٍ في مكافحة صور من الفساد ذات طبيعة حساسة في المجتمع السعودي. اما الورقة الثالثة والتي طرحها الدكتور نوح بن يحيى الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز فقد ناقشت "صورة الهيئة الذهنية لدى أفراد المجتمع، المؤثرات والمعززات" في دراسة ميدانية على عينة قدرها 775 شاباً وشابة تراوح أعمارهم بين 15-29 سنة. وأشارت نتائج الدراسة إلى موافقة أغلبية العيّنة على أسلوب التعامل من قبل أعضاء الهيئة للشباب بأسلوب حسن، أو من حيث اتسام أعضاء الهيئة بقلوب رحيمة، كما أظهرت نتائج الدراسة عن تقبل أغلبية أفراد العيّنة لأعضاء الهيئة، وأنهم يحملون مشاعر إيجابية تجاه أعضاء الهيئة، وأن ضبط أعضاء الهيئة للسلوكيات والمظاهر العامة للشباب لا يعد تدخلاَ في خصوصيات الآخرين، كما أشارت النتائج إلى موافقة أغلبية أفراد العيّنة على أهمية دور أعضاء الهيئة في المجتمع من حيث التوعية بالأمور الدينية والأخلاقية، ومدى مساهمتهم الفعالة في مكافحة الجرائم الأخلاقية وضبط سلوكيات أفراد المجتمع. وفي الورقة الرابعة تمت مناقشة تطلعات المجتمع تجاه الهيئة والتي طرحها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله العقيل عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، حيث أشار إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة إسلامية أوجبت على المجتمع، وذلك بغية صلاحه واستقراره وأمنه. وتطرق الدكتور من خلال ورقته إلى التوجيه النظري من خلال ممارسة العمل الاجتماعي، وطرق تحليل الفعل، من خلال النظرية الاجتماعية، وتطلعات المجتمع تجاه الهيئة كمؤسسة اجتماعية في المجتمع، وكنظام اجتماعي وتنظيمي.