طالب مدير قناة "العرب" جمال خاشقجي الدكتور محمد النجيمي، أستاذ الدراسات العليا بجامعة المدينةالمنورة، بالاعتذار له، وقال ل"سبق": لقد أخطأ "النجيمي" في حقي وحق الوطن، ونسب لي كلاماً لم أقله في حق سيدنا عمر بن الخطاب. مؤكدا أن "الكلام تشابه عليه، وكان من المفترض أن يرفع سماعة الهاتف ويراجعني أو يستوثق من أن هذا الكلام صدر مني". وأضاف "أنا متألم جدًّا مما قاله النجيمي، وإذا لم يعتذر عن خطئه في حقي أرجوه ألا يسلم عليّ إذا التقاني؛ لأنه سيوقع نفسه في تناقض بين الأقوال والأفعال". جاء ذلك ردًّا على كلام الدكتور النجيمي، الذي هاجم فيه "خاشقجي"، واتهمه بأنه شبَّه السياسة الاقتصادية للخليفة عمر بن الخطاب بالسياسة الاقتصادية للقذافي، وذلك في برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "روتانا خليجية"؛ حيث اتهم النجيمي خاشقجي بالكذب والافتراء والمغالطات التي لا تُقبل في حق الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقال جمال خاشقجي: إن الدكتور النجيمي يصف نفسه بأنه "صديق لي، ولديه أرقام تلفوناتي، وبيننا أحاديث كبيرة". وتساءل: "ما الذي يستفيده عندما يُحرِّض الشباب عليه؟ وماذا يستفيد المسلمون من هذا الكلام الذي اتهمني به دون دليل؟". مضيفاً: أنا لا أستطيع أن أعلِّم النجيمي في الدين؛ فهو مَنْ يعلِّمنا ذلك. مؤكداً أنه "كان عليه أن يتحرى الحقيقة". وأشار إلى أنه "إذا كان الكلام تشابه مع النجيمي فلماذا لم يكلمني ويستوضح ويستوثق؟! ما الذي بقي من الود والاحترام؟". وتابع خاشقجي: "هناك مسألة مهمة، هي أن النجيمي مسؤولاً في لجنة المناصحة، والبلد لا ينقصه احتقان ولا تشرذم ولا تصنيف.. لماذا نضيف مزيداً من التشرذم والتصنيف والاحتقان؟!". "من يُشاهد تسجيل حلقة البرنامج يظهر له أنني لم أقل الكلام الذي نسبه إليَّ النجيمي، وكان من المفترض عليه بوصفه داعية ألا يُثير مسألة قد تؤدي إلى خلاف بين التيارات، وألا يزيدها اشتعالاً، حتى لو كانت هذه المسألة حقيقية، فما بالك بقصة متشابه فيها؟ بل إن النجيمي هو مَنْ اختلق قصة من لا شيء، وقصة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع ماعز معروفة؛ فقد كان يعلم بزنا ماعز بن مالك لما جاءه واعترف، ولكن الرسول كان يبحث له عن أعذار، مع أن الذي قام به ماعز رضي الله عنه جريمة كبيرة، وأنا أقول رضي الله عنه لأنه تاب توبة لو قُسِّمت على أُمَّة لوسِعتهم". وأوضح خاشقجي: "لقد آذاني النجيمي فعلاً، وسأقف أمام الله أنا وهو، وسآخذ حقي منه؛ لأنه ألَّب النفوس ضدي، وجعل الشباب يسبونني ويشتمونني ويسيئون إلي". وتساءل: "ماذا استفاد من هذا الأمر؟ نحن نختلف في أشياء لا بأس بها، ولكن الشيخ النجيمي عنده مشكلة نحتاج إلى أن نعالجه منها؛ لأننا عندما نقرأ كلام النجيمي نتصور وكأن جمال خاشقجي ألَّف كتاباً في شتم عمر بن الخطاب رضي الله عنه". وأضاف: "أنا ابن المدينةالمنورة، ونحرص على زيارة الحبيب، اللهم صلِّ وسلِّم عليه، وعندما أقف أمام قبره نعرف من هما بجواره؟ ونعرف من هو عمر رضي الله عنه؟ فهل يُعقل أن يقوم جمال خاشقجي بالإساءة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه؟". وذكر خاشقجي: "أنا كنت أتحدث عن سياسة توزيع المال للناس، والاستشهاد الخاطئ في توزيع الخراج، هذا شيء. والانتقاد انصب على من يُطالب الدولة بتوزيع المال على المواطنين من دون ضوابط؛ لأنه يؤدي إلى تضخم، ويقتل الإنتاج، وتوزيع المال في برنامج "حافز" دون ضوابط يؤدي إلى تعزيز البطالة، وقُلْتُ إن "حافز" للشاب حتى يجد وظيفة، والدولة تعطيه ألفَيْ ريال؛ لتساعده في البحث عن وظيفة", مبيناً أنه كان على النجيمي أن يلتمس العذر لأخيه. والغريب أن سيدنا عمر هو الذي قال "التمس لأخيك سبعين عذراً"، وليت النجيمي أخذ بأمر عمر. وزاد أن "هذه ليست المرة الأولى من الشيخ النجيمي، الذي يسيء فيها إلي، بل صار أمر لازم له إذا تم التطرق لاسم جمال خاشقجي في أي قناة، لا بد أن يتكلم فيّ، وكأننا فنانان، و(نتخانق) من أجل إظهار أعمالنا".، مضيفا لا بد أن نبحث عن أسباب للتوافق في المجتمع، وليس للاحتقان؛ فالسعودي لن يكسب شيئاً عندما يفقد أخاه السعودي، وهذه هي القاعدة الشرعية، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بالبحث عن الأعذار فيما بيننا".