تحدث ل "سبق" عدد من أهالي وأقارب وأولياء أمور ال 12 طالبة اللواتي توفين في الحادث المروري المأساوي الذي وقع على طريق "جنوب قرية مريفق" بمحافظة حائل، حيث اصطدمت حافلتهن التابعة لجامعة حائل بسيارة من نوع جيب يقودها معلم في قرية مريفق التي تبعد نحو 10 كيلومترات جنوبي حائل. وتركزت شكوى المواطنين في عدم استماع المسؤولين في المنطقة لمطالباتهم العديدة بإنشاء مشاريع تنموية تلبي احتياجاتهم، ورفعوها مرات عديدة قبل وقوع الحادث المؤلم بفترة طويلة. وقالوا ل "سبق": الحادث قضاء وقدر ولا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى، لكن كان يمكن تلافيه باهتمام المسؤولين في المنطقة، وبحرصهم على تنفيذ توجيهات القيادة الحكيمة وولاة الأمر -حفظهم الله- الذين لا يألون جهداً في دعم تنمية مختلف المناطق في بلادنا الغالية. وأثنى المواطنون الذين تحدثوا ل "سبق" على مواقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل تجاه قضاياهم. وقال المواطن سعود الرشيدي وهو أخ لإحدى الطالبات: "جامعة حائل تبعد مسافة 450 كيلومتراً، تقطعها أختي ذهاباً وإياباً كل يوم، لقد أصابتنا الحادثة بذهول وأصبحنا نخاف على أرواح أخواتنا وبناتنا، وكثير من السكان سيمنع بناته من الذهاب للجامعة حتى تتوفر لهن الطرق الآمنة للدراسة". من جانبه، تحدث عبد الله الرشيدي والد طالبتين، قائلاً: "نعرف خطورة الطريق وصعوبته لأنه طريق صغير وطويل، ومعاناتنا قديمة منذ سنين، وسبق أن طالبنا بافتتاح جامعة للبنات بالقرى الجنوبية لحائل، وبموقع يناسب الجميع، ولكن للأسف ذهبت مطالبنا حبيسة أدراج المسؤولين!"، وفي السياق ذاته يقول محمد الرشيدي زوج إحدى الطالبات: "نحن في المنطقة نعاني الأمرين من مسافة الطريق الطويلة، ومن الارتباط بالأعمال اليومية الرسمية، وأنا شخصياً لا أستطيع الذهاب مع زوجتي، وهذا أمر أدى إلى شتات أسرتي وأطفالي". وأضاف: "سبق أن طالبنا بفرع للجامعة لكثافة سكان المنطقة ولكن لا نعلم هل مطالبنا غير معقولة أم أنها مستحيلة؟". كما تحدث ل "سبق" الكاتب والإعلامي سند الداموك من أهالي المنطقة، وقال: "القرى الجنوبية لحائل تعيش مأساة حقيقة سواء تعليمياً أو صحياً أو تنموياً، فالمستشفيات على سبيل المثال لا تتوفر بالقرب منهم مما يضطر العديد من الأسر للذهاب لمدينة حائل أو للمدينة المنورة، والبعض يذهب ثلاث مرات أسبوعياً من أجل الغسيل الكلوي". بالإضافة -والحديث للداموك- إلى أن الجامعات تقع إما في المدينةالمنورة أو في حائل مما يعرض حياة سكان المنطقة للخطر عبر طريق صغير غير مزدوج سواء باتجاه حائل شمالاً أو المدينةالمنورةجنوباً". ومن جانبه، أعرب رئيس المجلس البلدي سابقاً الأستاذ بشير سعد الشويلعي عن حزنه قائلاً: "رحم الله المتوفين وألهم ذويهم الصبر والسلوان، ولكن يجب أن يعاد النظر في افتتاح العديد من المشروعات التنموية في المنطقة، فالدولة لم تقصر في دعم سكان المنطقة لكن المسؤولين غير متفاعلين.. ونطالب بفروع للإدارات الحكومية لاسيما أن مدينة الحائط والقرى المحيطة فيها يقدر عدد سكانها ب 120000 نسمة ومساحتها أكثر من 250 كيلومتراً، وتحتاج إلى مزيد من الاهتمام التنموي من قبل مسؤولي المنطقة". وفي السياق ذاته قال سالم محمد الخلف رئيس مركز "بدع بن خلف" أحد القرى الجنوبية التابعة لمنطقة حائل: إن المطالب بإنشاء مشاريع تنموية تربط بجميع قرى المنطقة مستمرة، والهدف منها تفادي وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية التي نسأل الله أن يحمي أبناء وبنات الوطن من كل مكروه. الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل قدم تعازيه ومواساته لأسر الطالبات المتوفيات وسائقهن في حادث طالبات جامعة حائل، وفي سائق السيارة المقابلة على طريق حائل المدينةالمنورة. كما وجّه بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة تفاصيل الحادث والجوانب المتعلقة بنقل الطالبات المتوفيات وغيرهن، مشدداً على أهمية معاقبة المقصرين والعمل على إيجاد الحلول الشاملة لمشاكل النقل والطرق وتسريع خطوات افتتاح فروع للجامعة في المحافظات والمدن التابعة للمنطقة.