استيقظ أهالي حائل صباح أمس على هول فاجعة أخرى أعقبت فاجعة مدرسة براعم الوطن الأهلية للبنات في جدة، حيث قضت 12 طالبة من بنات مدينة الحليفة (200 كيلومتر – جنوبي حائل) نحبهن في كارثة جديدة من كوارث نقل الطالبات التي زادت نسبتها بشكل مروع في السنوات الأخيرة، إثر اصطدام السيارة المقلة لهن من نوع "ميكروباص" بسيارة أخرى من نوع "تويوتا لاندكروزر"، كما توفي سائقا المركبتين. وحمّل أهالي منطقة حائل وزارة النقل وجامعة حائل مسؤولية الحادث الأليم، وقال العقيد عبد العزيز بن محمد الزنيدي الناطق الإعلامي في شرطة منطقة حائل مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام إنه في نحو الساعة ال 7.15 من صباح أمس الأحد باشرت إدارة مرور منطقة حائل برفقة المختصين من الجهات الأمنية والمدنية حادث تصادم بين سيارتين الأولى جيب صالون GXR بقيادة مواطن سعودي في العقد الثالث من العمر والسيارة الثانية ميكروباص نيسان بقيادة مواطن سعودي 29 سنة، وبرفقته 13 طالبة (جنوب قرية مريفق بطريق ذي اتجاه واحد)، ونجم عن الحادث وفاة 12 طالبة ووفاة السائقين وإصابة طالبتين بإصابات بليغة أدخلتا على أثرها العناية المركزة في مستشفى الملك خالد، إضافة لتلفيات شديدة في كلتا السيارتين. وأضاف العقيد الزنيدي أن مدير شرطة المنطقة يرافقه مدير المرور ورئيس الحوادث ومدير الأدلة الجنائية وضابط خفر الحوادث، وقفوا بأنفسهم على الحادث، وتابعوا تفاصيل التحقيق. وأعرب مدير الشرطة عن مواساته لذوي وأسر المتوفين في هذا المصاب الجلل، وقدم عزاءه لهم، ودعا الله- سبحانه- أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أسرهم وذويهم الصبر والسلوان، بدوره تابع الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل الحادث المروري الأليم، ووجه بتشكيل لجنة تحقيق مشكلة من الجهات المختصة لمعرفة ملابسات الحادث كما قدم الأمير سعود بن عبد المحسن تعازيه لأسر الطالبات المتوفيات والمتوفين في الحادث، مشددا على أهمية معاقبة المقصرين والعمل على إيجاد الحلول الشاملة لمشكلات النقل والطرق وتسريع خطوات افتتاح فروع للجامعة في المحافظات والمدن التابعة للمنطقة، ووجه وكيل إمارة منطقة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي بالانتقال إلى مستشفى الملك خالد والإشراف على تقديم الخدمات الطبية للمصابات صباحا في مستشفى الملك خالد بالتنسيق مع مدير شرطة منطقة حائل اللواء يحيي بن ساعد البلادي ومدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الدكتور نواف الحارثي، حرصا على متابعة حالات المصابات، وتلقيهن الخدمات الصحية اللازمة، والوقوف مع أسر المصابات والمتوفين، كما اطمأن وكيل الإمارة على الحالات المنومة في المستشفى، وحث على مضاعفة الجهود، وتقديم أفضل الخدمات الطبية لهن، فيما باشرت اللجنة المشكلة أعمالها للرفع بجميع تفاصيل الحادث، وتفاصيل خدمات النقل المقدمة للطالبات، ومعرفة اشتراطات السلامة في سيارات النقل، يشار إلى أن الطرف الثاني في الحادث هو معلم، وكان في طريقه إلى عمله. من جهتهم، حمّل عدد من أهالي حائل وزارة النقل والجامعة مسؤولية الحادث، وقال خالد الشمري إن وزارة النقل مسؤولة بشكل كبير عن الحادث، نظرا لتردي حالة الطريق بمساره الواحد، الذي يمتد من طريق حائل المدينة القديم، مرورا بالطريق السريع، وصولا إلى قرية مريفق، الذي وقع الحادث بالقرب منها. فيما وجه بندر العنزي انتقادا لجامعة حائل حول ضرورة إيجاد حلول عاجلة لطالبات القرى اللاتي يأتين إلى مدينة حائل من مسافات بعيدة بضرورة افتتاح كليات جديدة، ونقل بعض الكليات القائمة لمراكز النمو السكاني في المنطقة مثل مدن الشملي والحائط والشنان حتى يتم محاولة الإسهام في إيقاف نزيف دماء الطالبات التي باتت تنافس حوادث معلمات القرى أو توفير سكن جامعي للطالبات في المقر الرئيسي للجامعة. المصدر: الاقتصادية