«إذن من طين وأخرى من عجين» عبارة رددها كثير من أهالي وأقرباء الطالبات والمعلم الذين رحلوا ضحية حادثة «حافلة الموت» على طريق سراء – مريفق، تعبيراً عن شعورهم بالاستياء من مسؤولي جهات حكومية في منطقة حائل لم يستجيبوا لمطالبهم بسفلتة جزء من الطريق تملؤه الحفر، وهو المكان الذي وقعت فيه الحادثة وأدت إلى وفاة 12 طالبة وسائقهن ومعلم. وأكد محمد وفواز ومحمد الرشيدي وخالد الشمري أن عدداً كبيراً من الأهالي طالبوا مراراً أمانة منطقة حائل بتوسعة وإعادة سفلتة وصلة لا يتجاوز طولها 4 كيلومترات فقط على الطريق الزراعي الرابط بين قريتي مريفق – سراء، إلا أن مسؤوليها لم يتجاوبوا. وذكر ماجد الشمري من سكان قرية المريفق التي وقعت الحادثة قربها أن الطريق الذي وقعت عليه الحادثة، خصوصاً بين قفار ومريفق وسراء متهالك ومليء بالحفر، على رغم كثافة الحركة المرورية عليه لخدمة 150 ألف نسمة من أهالي القرى الجنوبية، والتي تقدر بأكثر من 4 آلاف سيارة يومياً. وتابع: «تقدمنا بعشرات البرقيات وطالبنا مسؤولي أمانة منطقة حائل كي يعيدوا سفلتة الوصلة التابعة للأمانة أو ردم الحفريات المنتشرة على طول الطريق على أقل تقدير، خصوصاً انه يشهد زحاماً خلال ساعات الصباح وفترة الظهيرة مع انتقال نحو 3 آلاف بين طلبة ومعلمين إلى مدارسهم والجامعة، مشيراً إلى أن الطريق الزراعي نفذ على حساب أهالي قرى سراء وما حولها بعد جمع مبالغ وتبرعات، وبقي وصلة يقدر طولها ب4 كيلومترات داخلة في نطاق مسؤولية أمانة منطقة حائل وهي التي شهدت الحادثة المؤلمة. من جهته، طالب مسلم طامي الشمري (72 عاماً) وهو والد المعلم الذي كان الطرف الثاني في الحادثة بسرعة محاسبة المقصرين وعدم محاولة امتصاص الغضب والحزن من نفوس المكلومين، متوقعاً أن تكون الحفريات التي تتوسط الطريق مسؤولة عن الحادثة. وشاطره الرأي ابن عم المعلم المتوفى غضيان التريباني الذي أعرب عن أسفه من قيام مسؤولي الأمانة صباح أمس بردم الحفريات التي تسبب في الحادثة وسفلتة مواقع من امتداد الطريق. وتابع: «منذ عامين وأنا أطالب المسؤولين بالأمانة بوضع مطب صناعي أمام منزلي لخطورة الموقع وعبور السيارات من أمامه بسرعة عالية لكن من دون جدوى، لكني تفاجأت صباح أمس بأصوات معدات الأمانة تضع المطب الصناعي أمام المنزل بسرعة خيالية، ويبدو انه لا بد أن تقع مأساة حتى يتحرك بعض مسؤولينا». واتصلت «الحياة» بالناطق الإعلامي باسم أمانة منطقة حائل بشير السميحان للتعليق عن الحادثة، لكنه رفض إلى حين انتهاء التحقيقات. وتوقع مصدر مطلع في مرور منطقة حائل أن يكون سبب حادثة التصادم التي وقعت بين قريتي مريفق - وسراء رغبة سائق الحافلة في تفادي حفرة كانت تتوسط الطريق في المسار القادم إلى قرية مريفق ما جعل السائق يدخل في المسار الآخر ويتسبب في تصادم السيارتين وجهاً لوجه.