أكد السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير سفير في خطاب إلى الكونجرس الأمريكي، على ثوابت الموقف السعودي فيما يخص عملية السلام بالشرق الأوسط، فأكد على رغبة المملكة في سلام دائم وعادل، يستند إلى القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2002، وأنه لا تطبيع مع إسرائيل إلا بعد الانسحاب الكامل من الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وجاءت تصريحات الجبير في رده على خطاب بعث به 220 عضواًً بالكونجرس الأمريكي إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أكدوا فيه على رعايته لمبادرة السلام العربية، وناشدوا المملكة إرسال إشارات إيجابية تجاه إسرائيل كإجراء لبناء الثقة يؤدى إلى السلام. وفى خطابه لأعضاء الكونجرس الذي نشر في بيان رسمي على موقع السفارة السعودية بالولاياتالمتحدة، شكر السفير أعضاء الكونجرس لاهتمامهم بقضية السلام , مؤكداًً "على مدى سنوات اتخذت المملكة مواقف واضحة تؤكد على رغبتها في رؤية حل دائم وعادل للصراع الطويل". ولخص السفير متطلبات السلام التي يجب أن تقوم على القرارات الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية إلى جانب مبادرة السلام العربية، إلى جانب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وذلك في مقابل إنهاء الصراع، وعقد السلام والاعتراف العربي بإسرائيل وإقامة العلاقات الطبيعية بين إسرائيل وكل الدول العربية. وأكد على الموقف السعودي الذي يرى أن الدعوة للتطبيع ومقاربة الخطوة خطوة والأمن المؤقت وإجراءات بناء الثقة لن تجلب السلام، وقال "إن هذه السياسة لم تنجح على مدى ثلاثة عقود، ولا نعتقد أنها ستنجح اليوم" واستشهد السفير الجبير على ذلك بمسألة المستوطنين، فعندما عقدت معاهدة السلام في كامب ديفيد عام 1979 كان عددهم 5 آلاف، وعندما عقد مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 وصل عددهم 100 ألف مستوطن، وعندما عقد مؤتمر أنابوليس عام 2007 كان عددهم 200 ألف، في الماضي ظللنا نقوم بإجراءات بناء الثقة ولم يتحقق السلام. وأضاف الجبير: " أن وجهة نظرنا الثابتة هي أن حل هذا الصراع يتطلب مقاربة شاملة تحدد النتيجة النهائية منذ البداية وتطلق مفاوضات السلام حول قضايا الوضع النهائي والحدود والقدس واللاجئين والمياه والأرض والأمن، ووضع توقيت نهائي للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن التركيز يجب أن ينصب على الاتفاق النهائي والسلام النهائي، وليس على مقاربة الخطوة خطوة". وأكد على قيمة الطرح السعودي بقوله "إن المقاربة التي تقترحها المملكة تجعل النتيجة النهائية واضحة لكل الأطراف، وتضعف قدرة المتطرفين في الجانبين على تأخير السلام أو الخروج به عن مساره". كما أكد السفير على أهمية الدور الأمريكي وتأثير انخراط الولاياتالمتحدة في التوجه نحو السلام فقال "لا بد أن يكون واضحاًً أن على الولاياتالمتحدة الاضطلاع بدورها النشط والمكثف في المفاوضات، فقد كشف التاريخ عن أهمية هذا الدور".