غادرت والدة وشقيقة الكويتي "ف. ظ" (24 عاماً)، الذي قتل شاباً سعودياً بحي الغسالة مساء أمس الجمعة، مكةالمكرمة إلى الكويت دون إتمام حجهما بعد أن حدثت جريمة قتل لم تكن في الحسبان. وبحسب مصادر "سبق" فقد تعذر قيام الحاج الكويتي أمس الجمعة بإتمام مناسك الحج؛ لأن الأنظمة والقوانين تمنع ذلك، وخصوصاً في مثل جريمته، وهي القتل. وتؤكد معلومات "سبق" أن الحاج الكويتي سوف يصادق صباح اليوم السبت - وهو يوم عرفة - على أقواله واعترافاته بالمحكمة العامة في مكةالمكرمة، في انتظار مصيره بالحق الخاص الذي يقرره أهل المقتول (ذوو الدم). وفي اتصال هاتفي مع "سبق" تحدثت والدة وشقيقة الحاج الكويتي من مطار الكويت عقب وصول الأم وابنتها معبرتَيْن عن شكرهما وامتنانهما لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ورجال الأمن من ضباط وأفراد والشعب السعودي كافة، الذين شاطروهما مصابهما، وقالتا: "إن ابننا مبتلى، ولكنه قضاء الله وقدره، ولا راد لقضائه، ونحن من أرض الكويت نشعر بأن ابننا في مأمن، ولا خوف عليه، وخصوصاً في ظل دولة تحكم بالكتاب والسُّنة". وقالتا إنهما تطالبان أهل الدم وأهل الخير بالسعي في التنازل لوجه الله تعالى وعتق رقبة ابنهما في اليوم العظيم "يوم عرفة". وأضافتا بأن "مصاب الأسرة السعودية هو مصابنا، وابنهم المقتول هو ابننا، وابننا هو ابنهم، ويشهد الله على ذلك، ونحن أشقاء وإخوة". وقالتا إنهما راضيتان بما يصدر من حكم شرعي بحق ابنهما، ولكن الأمل يحدوهما في عفو أهل الدم وتطلبان الرحمة والرأفة بقلب الأم التي حضرت إلى مكةالمكرمة؛ لأداء النسك والحج، ولكن شاءت الأقدار أن تعود للكويت دون أن تُكمل حجها وهي مكلومة من هول الفاجعة ومُقدِّرة مشاعر أهل المقتول ومصابهم، والأمل بالله سبحانه وتعالى ثم بأهل الدم. وكرر أهل القاتل شكرهم لرجال الأمن من ضباط وأفراد على حُسْن التعامل والاستقبال وتقدير ظرفهم القاسي، الذي لم يكن في الحسبان. وعلمت "سبق" أن أشقاء الحاج الكويتي بعد إيصالهم والدتهم إلى منزلها بالكويت واطمئنانهم على صحتها سوف يعودون إلى مكةالمكرمة؛ لمتابعة القضية وبذل المحاولات لإقناع أهل القتيل بالتنازل واحتساب الأجر والمثوبة وعتق رقبة مسلم لم يسافر للقتل بل كان هدفه الحج واغتنام الفرصة في أيام عظام وشهر عظيم.