شهدت أسواق المواشي في كلٍّ من محايل عسير والمجاردة وبارق بتهامة منطقة عسير، زحاماً كبيراً من المواطنين والمقيمين الذين قَدموا لشراء الأضاحي بوقتٍ كافٍ قبل جنوح الأسعار وارتفاعها إلى أسعار باهظة، خاصةً قبل يوم عيد الأضحى المبارك. وفي سوق محايل للأغنام كان العرض أكثر من الطلب حيث راوحت أسعار الماشية من الضأن بين 1800 و2000 ريال للخروف، وراوحت أسعار الماعز بين 1200 و1700 ريال. وقال المواطن علي محمد عسيري، إنهم يتوقعون ارتفاعاً في الأسعار هذه الأيام. أما جابر المحايلي، فقال إنه لم يبحث طويلاً لعدم وجود استقرارٍ للأسعار وتذبذبها بين حينٍ وآخر، وإنه قرّر عدم البحث عن أضاحٍ رخيصة، وسيشتري بالأسعار الموجودة. وشهد سوق بارق ربوع العجمة تدفقاً كبيراً بحثاً عن أضاحٍ جيدة؛ لاعتماد بعضٍ من مُلاك الماعز على المراعي الجبلية. وباعتبار السوق نقطة تلاقٍ لكثيرٍ من الأهالي بالمجاردة ومحايل عسير وثلوث المنظر وثربان وجمعة ربيعة، شهد السوق ارتفاعاً ملحوظاً، ولكن باستقرارٍ نسبي. وبدت هناك عمليات تحفظٍ من قِبل بعض الباعة لمواشيهم المعروضة لحين قرب العيد لخلق سوق سوداء. وقال المواطن هيازع البارقي، إنه اشترى أضحيةً ب 1700 ريال بعد أن اشتراها العام الماضي ب 950 ريالاً، موضحاً أن ارتفاع الأسعار لا ينسحب على نوعٍ معينٍ من الأضاحي، بل يشملها كلها. وأكّد أن بعضاً من أصدقائه قاموا بشراء أضاحيهم بأقساطٍ ميسّرة من بعض الأشخاص لعدم قدرتهم المادية؛ ولمواجهة فحش أسعار الأضاحي وغلائها. ونوّه بأن باعة الأغنام يضعون أسعارهم كيفما اتفق لثقتهم بأن المشترين مضطرون للشراء بأي ثمنٍ في هذا العيد. أما في أسواق المجاردة، فقد بدا الإقبال ضعيفاً على سوق المواشي. وقال المواطن محمد الشهري، إنه اضطر إلى شراء أضحيته من سوق ربوع العجمة ببارق. وأضاف أن الأسعار كانت مبالغاً فيها فكل سنة تزداد من 300 إلى 500 ريال عن ذي قبل. وتساءل عن دور الجهات الرقابية والمسئولة عن ضبط الأسواق إزاء ما يحدث من فوضى الأسعار، وعن السماسرة الذين يجوبون الأسواق ويعملون على رفعها دون حسيبٍ ولا رقيبٍ. صالح الشهري من تجار الماشية، قال إن الغلاء له أسبابٌ، لعل من أبرزها ارتفاع أسعار الشعير والبرسيم الذي يعتبر مصدر الأكل الوحيد للأغنام في ظل قلة هطول الأمطار وعدم وجود الأعشاب والمزارع التي تتغذى عليها هذه المواشي، الأمر الذي انعكس سلباً بزيادة الأعباء على مُلاك المواشي، وبالتالي زادت أسعار البيع. وأضاف أن هذه الأسعار التي يبيعون بها قليلة مقارنة بما يدفعونه من أموالٍ لشراء البرسيم والشعير، علاوةً على الجهد المضاعف وراتب العمالة التي تقف إلى جانبهم في تربية الماشية.