هاجس كبير يعيشه أهالي مركز ثلوث المنظر جنوبعسير التابع لمحافظة المجاردة صباح مساء بعد بثّ العمالة الإفريقية "الحبوش" الخوف في نفوسهم وانتشارهم في جميع أنحاء أحياء المركز، وفي سفوح الجبال القريبة وسهول الأودية، وشربهم للمسكرات علانية أمام الأهالي، دون خوف أو رادع يتصدى لسلوكياتهم التي تتنافى مع أنظمة الإقامة في هذا البلد. "سبق" رصدت عن قرب مساكن المخالفين من الجنسيتين الحبشية والصومالية، ورأت منازلهم في أعالي الجبال والتي انتزعوا ملكياتها إجباراً. في البداية أفاد المواطن عبده أحمد الشهري أن سكان المركز فوجئوا يوم الثلاثاء الماضي بوجود شخص من هذه العمالة ملقى على الأرض وحالته الصحية سيئة، وعليه آثار ضرب مبرح من قبل ثلاثة أشخاص من الجنسية الصومالية، بالقرب من مسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بثلوث المنظر. وأضاف الشهري أن الشخص المضروب أجرى اتصالاً بمجموعته ليستغيث بهم، فلم يلبث سوى دقائق معدودة حتى حضر ما يقارب 20 فرداً من جماعته حاملين معهم الهراوات والسكاكين والفؤوس والمطارق، وعبروا من أمام بوابة السوق باتجاه قرية "بحرية" التابعة للمركز "مكان تجمع الأحباش"، ونشبت بينهم معركة دامية سقط فيها ثلاثة أشخاص إصاباتهم خطيرة. وأكد الشهري أن الوضع مأساوي للغاية، مشيراً إلى أن أفعالهم المشينة وغياب الدور الأمني – على حد قوله- جعلهم يقومون بمحاولة سقي الخمر لمراهق يتيم الأبوين عنوة، بعدما أوثقوا يديه بحبال، لكن المراهق نجا عندما تعالت صيحات الاستنجاد التي وصلت إلى احد أقاربه والذي فرقهم بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصي. وبدوره روى حمود سالم الشهري حكاية محاولة اختطاف ابنته، وقال: "ذات يوم كانت ابنتي خارجة من المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسي، وإذا بأحد العمالة الحبشية يترصد لها محاولاً اختطافها لولا عناية الله أولاً ووجود أحد أقاربها بجوار المدرسة وتخليصها من براثن قبضتهم". أما علي محمد حسن الشهري فأكد أن خطر هذه العمالة لم يعد مقتصراً على الأهالي وترويعهم والمدارس وطلابها، بل امتدت شرارات ذلك الخطر إلى المنازل، وأضاف: "في يوم السبت 24/11/1432ه قام مجموعة من هؤلاء الحبوش بالرقص فوق منازل المواطنين وأسطح المباني، بعد تسلقهم فوقها، ورفع الأصوات، في تحدٍّ واضح وصريح، والأدهى والأمرّ أنهم كانوا في حالة غير طبيعية نتيجة تناولهم المسكر، وعندما تم مطاردتهم من قبل مجموعة من شباب ثلوث المنظر فروّا إلى جبل يقع غرب المركز". والتقط الشاب عمر حزام الشهري، الذي يعمل بائعاً في كشك للجوالات، أطراف الحديث، وقال بنبرة يعتصرها الألم: "تعرضت لعلقة ساخنة على أيدي هؤلاء الأحباش عندما رفضت أن أبيعهم جهاز جوال بسعر أقل، حيث إن المحل يعود لملكية أبي، ولست مخولاً بإنقاص السعر". وأردف الشاب عمر: "نناشد المسؤولين بتخليصنا من هؤلاء الأفارقة الذين روّعوا الأهالي حتى انعكس الأمر على نفسياتهم، وباتوا لا يغادرون منازلهم؛ خوفاً على نسائهم وأطفالهم". وأشار الأهالي إلى أن هؤلاء العمالة الإفريقية بشكل أساسي على قوتهم الجسمانية في التحرك داخل مساحة المركز، ويحملون بأيديهم مطارق حديدية وفؤوساً. "سبق" اتصلت بالمتحدث الرسمي لشرطة منطقة عسير الرائد عبدالله شعثان، الذي قال: الآلية المتَّبعة أن فرق البحث والتحري الموجودة بشرط المنطقة ترفع تقارير دورية عن حقيقة الوضع الحادث وفي هذه الحالة فإن مدير شرطة المحافظة يأمر بتشكيل حملات منقولة مشتركة بين أكثر من جهة ترفع تقارير إحصائية وتقارير وتحريات تكشف حقيقة الوضع القائم، بعد ذلك تقوم بحملات منظَّمة أو عشوائية مفاجئة في سبيل القبض على هؤلاء المخالفين لنظام الإقامة. وأضاف: إذا وجد مدير شرطة المحافظة أن الظاهرة أكبر من إمكانية شرطة المحافظة ترفع للضبط الإداري بشرطة المنطقة، ومن ثم تقوم بتنظيم حملة منقولة، سواء مجدولة أو عشوائية؛ لمتابعة الوضع. هذا إذا وصلت إلى حد الظاهرة التي تستشري معها المشاكل، إضافة إلى الحملات الدورية التي تقوم بها شرطة المنطقة. وتابع: "ثق تماماً بأن سعادة مدير شرطة المنطقة ومدير شرطة المحافظة أبوابهما مشرعة لاستقبال شكاوى أي مواطن والعمل على حلها، بل يمكن للمواطنين التواصل عن الطريق البريد الإلكتروني أو الهاتف الثابت أو الفاكس وليس الحضور شخصياً، كما أحب أن أشير إلى أنه أحياناً يكون هناك تواطؤ من قِبل بعض المواطنين في إيواء مثل هذه العمالة المخالفة وتشغيلهم، وإلا لما وجدنا مثل هذه العينات". وأضاف: "علينا أن نكون عمليين أكثر، وعلى الأشخاص الذين لحق بهم ضرر من هؤلاء المخالفين التقدم لرئيس شرطة مركز ثلوث المنظر، وإذا لم يكن هنالك تجاوب فعليهم التقدم لمتابعة الموضوع مع مدير شرطة محافظة المجاردة، وإذا لم يكن هناك تفاعل فعليهم التقدم لمدير شرطة منطقة عسير؛ فكلنا نسعى لهدف واحد ولخدمة واحدة، هي أن يكون أمن هذا الوطن مستتباً، وأن ينعم المواطن والمقيم بالراحة والأمان".