بعد ثمانية أشهر من انطلاق الثورة ضد نظامه في 17 فبراير الماضي وبعد شهرين من سقوط العاصمة طرابلس بأيدي الثوار وتواريه عن الأنظار منذ ذلك الوقت، صدرت الورقة التي انتظرها الثوار وكبدت الليبيين نحو 50 ألف قتيل. إنها شهادة وفاة العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي الذي قتل الخميس في مدينة سرت الليبية. وصدرت شهادة "تبليغ عن وفاة" باسم معمر محمد أبو منيار القذافي من مكتب السجل المدني في مصراتة بتاريخ الخميس 20 أكتوبر 2011 وبتوقيع الدكتور مجدي حسن لتضع نهاية حقبة من الحكم الدكتاتوري امتدت على مدار 42 عاما. وتفيد الورقة أن سبب الوفاة ناجم عن إصابة ب"سلاح ناري أدى إلى إصابة في الرأس من الجانب الأيسر وبمنتصف الصدر". وبينت شهادة وفاة القذاقي: "يوجد آثار عملية جراحية بالبطن من الجهة اليسرى وأخرى من الجهة اليمنى وثالثة بالرجل اليسرى وكل العمليات قديمة". وجاءت الورقة خالية من بعض البيانات مثل سبب التواجد بالجماهيرية واسم الأم وجنسيتها , لكن الشهادة أكدت أن وفاة القذافي تمت خارج المستشفى. وكان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل أكد أن القذافي قتل برصاصة في الرأس. وقال جبريل:“عندما وجدوه كان في صحة جيدة ومسلحاً، لكن “عندما تحركت الآلية علق في تبادل لإطلاق النار بين المقاتلين الموالين للقذافي وثوار وقتل برصاصة في الرأس، مؤكداً أنه كان على قيد الحياة حتى وصوله إلى المستشفى. وكان طبيب فحص جثة القذافي قال إنه أصيب بجروح مميتة برصاصة في أحشائه بعد اعتقاله. وأضاف الطبيب إبراهيم تيكا:“أثناء القبض على القذافي كان حياً لكن تم قتله لاحقاً وهذا سبب وفاته الأولية، رصاصة اخترقت الأحشاء ثم أخرى دخلت وخرجت من رأسه. وتفيد التقديرات أن ضحايا الثورة الليبية بلغ نحو 50 ألف قتيل سقط الكثير منهم خلال غارات حلف شمال الأطلسي التي استمرت 204 أيام. وتولى الأطلسي في 31 مارس قيادة كل القوات الدولية في ليبيا . وبموجب البلاغ الأخير فان طائرات الحلف قامت ب 26089 طلعة جوية، بمعدل 110 – 150 طلعة كل يوم. ولا توجد حتى الآن أية معلومات موثوق بها حول النفقات الإجمالية لعملية الحلف في ليبيا. وتتراوح التقييمات بين 12 مليار يورو و200 مليار يورو.