بحروف بسيطة وكلمات بريئة سألت الطفلة حنين أباها "أين أخي فيصل يا أبي ؟ لم يتمالك "أبو فيصل" نفسه وأجهش بالبكاء ، وقد آلمه المصير االذي ينتظر ولده إذا لم يدفع الدية، فرفع يديه إلى السماء راجيا رحمه ربه أن تمتد إليه يد أهل الخير لإنقاذ رقبة فلذة كبده ابنه الوحيد " فيصل " من القصاص الذي بات شبحاً يطارده في أحلامه . "فيصل" هو الابن الوحيد والعائل لأسرة مكونة من أربعة بنات وأبيه وأمه ، في مرحلة صباه وعمره أربعة عشر عاما وقد بدأت أحلامه تتفتح فأبى القدر إلا أن يغتال فرحته ، وفي يوم باهت الملامح تشاجر في مدرسته مع زملائه وأسفر هذا عن مقتل اثنين منهم وقد اُتهم بقتل أحدهما ، وعلى إثر هذا الاتهام ، سيق إلى غياهب السجن وصدر بحقه حكم شرعي بالقصاص سيتم تنفيذه خلال أيام قليلة ، إذا لم يستطع الأب تأمين مبلغ 20 مليون ريال طلبها ذوو القتيل لإنقاذ فلذة كبده من القصاص، وقد زلزل هذا الحكم كيان أسرته ،فأضحت البسمات نحيباً يدمي القلوب وباتت الآمال هباءً منثوراً . وبحسب مصادر صحفية فإن "العم فهيد الرويلي" والد فيصل يعيش وأسرته أياما عصيبة يخيم عليها الحزن ، فالعيون زائغة والقلوب لاهثة تسابق الأيام كي تستطيع تدبير المبلغ المطلوب ، بقلب يعتصره الألم ودموع تأبى البوح بما يختلج في الصدر . وصف العم فهيد شعور زوجته "أم فيصل" قائلا : زوجتي لم تتوقف عن البكاء وقد جفاها النوم وكلمة "ولدي" لا تفارق لسانها ، فقد تدهورت حالتها النفسية وأصيبت "بغرغرينا في المعدة" وتحتاج لجراحة عاجلة ، بيد أنها وبقلب الأم ترفض إجراء العملية إلا بعد أن يرى ولدها النور ، فهي لا تفارق الصلاة وأصبح الدعاء حياتها ، وهى تناشد أهل الخير ذوي القلوب الحانية أن ينقذوا رقبة ابنها الوحيد من حد السيف الذي يقطن في سجن محافظة دومة الجندل في منطقة الجوف منذ نحو ثلاث سنين. وتابع أبو فيصل : أعطي والد القتيل لنا مهلة لدفع مبلغ الدية الذي بلغ 20 مليون ريالا ، وللأسف لم نستطع جمع المبلغ المطلوب رغم أني عرضت منزلي الذي يأويني للبيع ، وبصوت هزيل أنهكه الزمن تساءل :أين سأذهب مع بناتي الأربع وزوجتي المريضة ؟ وناشد الرويلي أهل الخير للتدخل والوقوف معه ومساعدته للعفو عن ابنه، حيث لم يتبق من المهلة سوى عشرة أيام، موضحا أن مساعي أهل الخير هي من قادت للتنازل من قبل ولي الدم مقابل المبلغ. وبكلمات متثاقلة وبعيون دامعة ناشدت "أم فيصل" أهل الخير بالوقوف معهم في هذه المحنة وإنقاذ رقبة ابنها الوحيد من حد السيف ، فيما يأمل العم فهيد الرويلي أن يجد تجاوباً من أهل الخير، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية وافقت على فتح حساب موحد لجمع تبرعات الدية المطلوبة على الشاب فيصل باسم إمارة منطقة الجوف على مصرف الراجحي بكافة فروعه وبنك الرياض أيضاً، وسوف يتم إغلاق الحساب عند اكتمال المبلغ المطلوب أو انتهاء المدة المحددة بأربعة أشهر والذي تبقى منها ما يقارب العشرة أيام. ووفقا لما نشرته صحيفة "الحياة" اليوم , تفاعل عدد من أبناء منطقة الجوف مع والد الشاب فيصل من خلال تصوير فيلم قصير لم يتجاوز 6 دقائق ويحكي قصة شاب حكم عليه بالقصاص على إثر جريمة قتل، ويظهر شعور الشاب بالندم بعد وجوده في السجن. ويتناول الفيلم الذي يحمل عنوان «العفو عند المقدرة» حال اقتراب أولياء الدم من العفو عن القاتل لوجه الله، ومن دون مقابل، من منطلق احتساب الأجر والثواب.