أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، أن قدر المملكة وإيران أن تكونا جارتين في منطقة واحدة، ولا يستطيع أحد أن يغير هذه الحقيقة. وأوضح الأمير محمد بن نواف أن "إيران تتصرف بلا عقلانية، وآخر هذا السلوك هو محاولة اغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأستاذ عادل الجبير". وقال الأمير محمد في كلمة خلال غداء عمل يوم أمس الثلاثاء في مقر السفارة في لندن استضاف فيه رئيس لجنة شؤون الدفاع في البرلمان البريطاني النائب جيمس أربوثنوت، ووزير الدولة في وزارة العدل كريسبين بلونت، ووزير الدفاع الأسبق بوب أينسورث و اللورد روجان والنائب دانيل كوازينسكي وعددا من أعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان البريطاني ونوابا آخرين. : "الإيرانيون متورطون في هذه المحاولة"، مضيفاً أن سلوك إيران كان واضحاً في سياساتها غير العقلانية في لبنان والعراق والبحرين واليمن. وحول البحرين، نوه الأمير محمد بن نواف إلى أن حكومة وحيدة في هذا العالم خالفت الجميع في نظرتها لما يجري في البحرين، هي حكومة إيران. لافتاً إلى أنها رأت في خطوة إرسال قوات الخليج تهديداً لمصالحها، ولجأت إلى الدعاية المخادعة، بحجج حقوق الإنسان. وأشار السفير إلى تعرض المملكة لانتقادات في بريطانيا من جراء إرسالها قوات إلى البحرين، مبيناً أن هذه القوات وصلت للبحرين بدعوة من حكومة مملكة البحرين، وطبقاً لاتفاقية الدفاع الخليجي المشترك، وتقوم بحماية المؤسسات الحيوية والإستراتيجية، مستشهداً في هذا المجال بردود الحكومة البريطانية على تساؤلات النواب البريطانيين من أن القوات السعودية لا تمارس مهام الشرطة في البحرين. وبيّن الأمير محمد بن نواف أن الحقيقة هي أن المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة يشتركان في هموم كثيرة، مثل حقوق الإنسان والنمو الاقتصادي والسياسي ومكافحة الإرهاب. وقال: "إن هذه القضايا لا يمكن حلها بشكل فوري، وإنما تحتاج إلى فهم عظيم وتفكير وإجراءات تتناسب مع تعقيدات الثقافة والعادات". وأضاف سفير المملكة في لندن أن "حقوق الإنسان هي محور أساسي في تفكيرنا وجزء لا غنى عنه من عقيدتنا، وبلا خوض في تحليلات نظرية عن عالمية أو نسبية حقوق الإنسان، دعوني أبين لكم الإنجازات التي حققتها حكومة المملكة في مجال حماية وتعزيز هذه الحقوق". وشدد على أن "حكومة المملكة استطاعت إدارة اقتصاد البلاد بنجاح نحو النمو المستديم والتوسع، وهو الأمر الذي نتج عنه حصول المملكة على مرتبة أكبر اقتصاد في المنطقة، وأسرع خامس اقتصاد في النمو من بين 183 دولة، بحسب إحصائيات البنك الدولي". وحول القضية الفلسطينية، أوضح أن المملكة مصممة على ضمان أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام وأمن، مشيراً في هذا الشأن إلى جهود المملكة في حل القضية الفلسطينية. وقال: "تؤمن المملكة بقوة أن السلام هو عبارة عن حلم بعيد المنال ما لم يوجد حل عادل ودائم للفلسطينيين، ومأساة الفلسطينيين لا تخصهم وحدهم، بل هي تعنينا كلنا، وكما قال وزير خارجية بريطانيا وليام هيج، فإن العالم سيصبح أكثر خطورة إذا ما ظلت المسألة الفلسطينية بلا حل". وجدد السفير دعوات المملكة العربية السعودية المتكررة للحكومة السورية إلى الاستجابة لدعوات الإصلاح، التي أطلقها الشعب السوري، ومن ضمنها أيضاً رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس السوري، بإيقاف كل الهجمات والقتل. كما أشار إلى أن "دولاً مثل مصر وليبيا وتونس واليمن، مهمة للمملكة، إلا أن المملكة تحترم اختيارات الشعوب، وتمد دائماً يد الأخوة والمساعدة". وفي شأن الإرهاب، قال السفير: "لقد حاربنا الإرهاب بقوة من أجل أن ننتصر عليه، وبالفعل نجحنا في سحق تنظيم القاعدة على أراضي المملكة، إلا أننا يقظون ونعمل بجد مع حلفائنا للقضاء على مصدر الإرهاب، وأولئك الذين يتمنون أن يقوموا بجرائم باسم الإسلام".