تجددت فصول المعاناة بمدرسة متوسطة وثانوية مركز مروان بالأفلاج بعد قيام إدارة التربية والتعليم بترميم مدرستهم، وتحويلهم إلى مبنى مدرسة ابتدائية قريبة من مركزهم، وتغيير وقت الدراسة فيها؛ ليبدأ من الساعة الثانية ظهراً بدلاً من وقت الصباح، وامتداد الدراسة حتى بعد صلاة المغرب. وتشير المعلومات إلى أن الإدارة تجاهلت مخالفة إحدى المؤسسات المختصة بأعمال البناء، المتفق معها على ترميم المدرسة المكوَّنة من تسعة فصول بمبلغ يفوق ثلاثة ملايين و500 ألف ريال؛ حيث استخدم المقاول الحديد المعدني الأبيض "الشينكو"، ووضعه غطاء للأسقف العلوية والداخلية للمدرسة بدلاً من الحديد "الأسياخ"، بطريقة غير آمنة، ولا تليق بمرفق حكومي وتعليمي. وأبدى المعلمون وأولياء أمور الطلاب استياءهم من تضييع الجهة المسؤولة فرصة بناء مبنى جديد للمدرسة، خاصة مع التكلفة العالية لعملية ترميم مبناها الحالي، فيما اعتبروا ما حصل بأنه عمل غير مبرر، ولا يمكن فهمه إلاّ في إطار الفساد المالي، وناشدوا هيئة مكافحة الفساد ضرورة تدخلها؛ للنظر في عملية ترميم مدرستهم التي يُشكِّل وضعها الحالي خطراً على من بداخلها من طلاب ومعلمين. ووصلت عدوى المعاناة المدرسية إلى مبنى مدرسة متوسطة القادسية داخل المحافظة، التي تحظى أيضاً بترميم من المقاول نفسه العامل في ترميم مدرسة مروان، الذي تسلم ترميم الأخيرة في توقيت تسلمه ترميم الأولى نفسه في العام الماضي. وقد جرى تحويل طلاب ومعلمي المدرسة أيضاً إلى مدرسة مستأجَرَة لمدة عام، وبعد مضيّ أسبوعَيْن من الدراسة لهذا العام الجديد فوجئ الجميع بأن مدير تعليم الأفلاج أصدر الأحد قراراً بعودة طلاب ومعلمي القادسية إلى مدرستهم السابقة بعد اكتمال بعض الفصول داخل المبنى الذي يشهد الترميم. وقد وُضعت نسخة من القرار على موقع الإدارة وسط استياء من أولياء الأمور والطلاب ومعلمي المدرسة؛ لتأخر المقاول في تسليم المبنى وعدم جاهزيته لاستقبالهم؛ حيث لا تزال العمالة الوافدة تحضر صباح كل يوم مع الطلاب للمبنى المكوَّن من طابقين؛ للقيام بعمل الترميم الذي لم ينتهِ. ويشاهد زائر المدرسة عمال الصيانة وهم يقومون بطلاء الأبواب الداخلية وبعض الحوائط الجدارية الداخلية والخارجية بالكامل، فضلاً عن وجود السقالات المنتشرة المنصوبة على أركان المبنى، وأدوات الكهرباء المبعثرة، وافتقار المبنى العلوي لأدوات السلامة، في وضع أصبح مصدر خطر يهدد حياة الطلاب.
ومن جهته أكد ل"سبق" مصدر موثوق، فضَّل عدم ذكر اسمه، صحة مبالغ مشروع ترميم مدرسة مروان. مشيراً إلى أن المقاول الذي لا يزال يعمل حالياً على ترميم مدرسة مركز مروان تأخر في تسليم المدرسة عن المدة المنصوص عليها في بند العقد منذ أشهر عدة. مبيناً أنه لجأ إلى استخدام الحديد المعدني في تغطية سقوف المدرسة من الخارج والداخل؛ لرداءة القواعد الأساسية التي بُنيت عليها المدرسة سابقاً، ولعدم تحملها الصبات الخراسانية، فضلاً عن الخطر الذي تشكله التربة التي أُنشئ عليها مبنى المدرسة؛ كونها من التربة المنهالة. مشيراً إلى أنه لدى اللجنة المشرفة على ترميم المباني التعليمية علم بذلك. وكشف المصدر نفسه أن المقاول الذي حصل على مناقصة ترميم مدرسة متوسطة وثانوية مركز مروان استطاع أيضاً الحصول على مناقصة ترميم مبنى متوسطة القادسية داخل المحافظة، وبدأ العمل في ترميم المدرسة منذ فترة طويلة، ولم ينتهِ بعد رغم عودة الطلاب إلى المدرسة الأحد الماضي، وذلك في وضع خطر يهدد حياتهم. "سبق" بدورها أجرت اتصالات بمدير التربية والتعليم في الأفلاج محمد الزايد؛ لطلب التعليق على الموضوع، لكنه لم يرد على اتصالاتها.