"عُرف عنها النبوغ والتفوق وحبها للعلم والتحصيل والبحث، سبقت أقرانها فحصلت على درجة الماجستير قبل زميلاتها في الدفعة بثلاث سنوات، وانتظرت على أمل أن تظفر بالبعثة، فهي تحلم بالدكتوراة وتأمل أن تواصل مسيرتها في محراب العلم, لخدمة دينها ووطنها وتكون أنموذجاً للباحثة السعودية، حرمت من الابتعاث ووضع طلبها على الرف، ورفض قسمها التسجيل لها للحصول على درجة الدكتوراة وهي التي تعمل معيدة فيه. أصابها الاكتئاب وسُدت في وجهها السبل، مع أنها حاصلة على الماجستير بمعدل 4.88،المشاكل التي وضعت أمامها أثَّرت على وضعها الصحي، ففارق النوم جفونها، وشحب وجهها، ولم تعرف البسمة شفتيها، ولم تجد سوى البكاء لتعبر عما يجيش في صدرها من شدة الألم، والظلم الصارخ الذي وقع عليها، لدرجة أنني عندما شاهدتها لم أعرفها". بهذه الكلمات سردت إحدى المواطنات ل"سبق" قصة صديقتها الباحثة النابغة المعيدة في إحدى الكليات بجامعة الملك عبدالعزيز, وما حدث لها من عقبات ومشكلات سدت طريقها لتحقيق حلمها في الحصول على درجة الدكتوراة, مشيرة أن صديقتها لا تريد أن تتحدث عن ظروفها ومعاناتها والتعنت الذي واجهته, ومحاولة "البعض" تحطيم حلمها, وقتل طموحها, ووأد قدرات فتاة سعودية منَّ الله عليها بالنبوغ والتفوق.
وقالت المواطنة: لم أصدق ما حل بصديقة الدراسة, وما آل إليه أمرها, وكيف شحب وجهها وذهبت نضرتها, وتكالبت عليها الأمراض, وهي التي في أشد الحاجة إلى المساندة والمؤازرة والدعم, من أناس تفننوا في قتل الموهوبات, ووضع العراقيل أمامهن. وأضافت: إن صديقتي تخرجت من كليتها وكانت طوال سنوات الدراسة مضرب المثل في الجد والمثابرة, فكانت متفوقة دائماً, وحصلت على المركز الأول على دفعتها, وتخرجت لتبدأ على الفور في دراسة الماجستير, لتنجز رسالتها في وقت قياسي وبمعدل 4.88, وتقدمت للحصول على بعثة لاستكمال دراستها والحصول على درجة الدكتوراة, وقدمت طلباً إلى إدارة الابتعاث, مرفقة جميع شهاداتها, ولكن وقف عائق "المحرم" فعمرها 28 سنة ولم تتزوج, ولابد من محرم كي تسافر وامتثلت لتعاليم دينها, وأرادت أن تكمل مسيرتها العلمية من قسمها وتحصل على الدكتوراة من كليتها, خاصة أن هناك برامج للدكتوراة في القسم, وانتظرت عاماً ثم آخر فعام ثالث, وللأسف أهمل طلبها وحرمت من التسجيل للدكتوراة, مما جعلها تتأثر بشدة وصار الحزن يسيطر عليها وهي تشعر بأن حقها هُضم. وأضافت صديقتها: عندما رأيت وجه صديقتي لم أعرفها ومنذ البارحة لم يأتني نوم. وتساءلت: لماذا تدفع ضريبة رغبتها في مواصلة تعليمها؟ لقد أصيبت صديقتي النابغة المتفوقة باكتئاب شديد أثَّر على عضلات وجهها وعينها اليمنى, ولازمت المستشفى، وهي التي ترعى أمها الفاقدة لبصرها، وتقضي لها حاجاتها وتلبي لها جميع مطالبها, وتحرص أسبوعياً على اصطحابها لأداء الصلاة في المسجد النبوي طبقاً لرغبتها العارمة. وتابعت موضحة: صديقتي حرمت من الابتعاث بسبب عدم وجود المحرم، وهذا شرع رب العالمين، وهي تمتثل لتعاليم دينها، والقسم لديه برنامج الدكتوراة وفي كل سنة يتم قبول طالبة أو اثنتين من دون أعضاء هيئة التدريس. وأضافت: تقدمت صديقتي للدكتوراة وكانت تبلغ من العمر 28 سنة، وهذا منذ حصولها على الوظيفة بمرتبة معيدة، وبالرغم من أنها حاصلة على الماجستير وبمعدل 4.88 والأولى على دفعتها حرمها قسمها من التعليم وأهمل رغبتها القوية. وقالت المواطنة: أنا أعلم أن زميلتي متميزة علمياً، وهي فتاة طموحة حصلت على العديد من خطابات الشكر والتقدير من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل. وأضافت: لقد دخلت صديقتي اختبار القبول لمرحلة الدكتوراة في قسمها, لعل قلوب المسؤولين في الكلية تلين عند رؤية مدى رغبتها في التعليم، ولكن فوجئت بحجز ورقة اختبارها منذ ثلاث سنوات. وتابعت: أصبح عمرها الآن 32 سنة، وهي تتردد على مكاتب المسؤولين وترسل طلبات للنظر في وضعها والرأفة بها وبوالدتها الضريرة، وأنها الوحيدة التي تعيلها، والآن هي خارج المملكة تتلقى العلاج. وقالت: صديقتي خُطبت وفرحنا بهذا الخبر، ويبدو أنها رضيت بالخطوبة بحثاً عن المحرم، ومع ذلك لم يكتب لها النصيب، وحسبي الله ونعم الوكيل فمن المتسبب في هذا الأذى؟. وأكدت المواطنة أن صديقتها الباحثة لديها العديد من المشاركات, وحصلت على شهادة التوفل لمرتين, وفي كل مرة تنتهي شهادة التوفل، لم يقدروا أن كل شروط القبول للدراسات العليا تنطبق عليها، ويبدو أن هذه المشكلة يعاني منها العديد داخل القسم. وتختتم القصة بقولها "صديقتي لا تريد سوى حقها في مواصلة الدراسة للحصول على الدكتوراة، هذا حلمها.