تُختتم غداً الأحد ورشة عمل "إدارة المؤسسات غير الربحية" التي نظمتها جامعة الملك فهد بالتعاون مع مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية، والتي استمرت لمدة يومين، وتخللها أوراق وورش عمل فرعية تهدف لبناء قدرات المؤسسات غير الربحية في المملكة، فيما دعت إحدى الأوراق البحثية المقدمة اليوم إلى الاستقلالية المالية لهذا القطاع المهم، وعدم الاعتماد على الدعم الحكومي. وافتتح مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور خالد بن صالح السلطان، الورشة، نيابة عن وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، بمشاركة واسعة من القطاع الحكومي والخاص والجهات المانحة، ومشاركة خبراء عالميين في إدارة المؤسسات غير الربحية. وبيَّن الدكتور السلطان في كلمة الافتتاح أن العمل الخيري كأي نشاط اجتماعي يتأثر ببقية النظم والأنشطة الاجتماعية الأخرى, في إطار البناء الاجتماعي العام الذي يمارس فيه هذا العمل والنشاط؛ مشيراً إلى أن تطور الحياة الاجتماعية وانتقال الأنشطة الإنسانية من مرحلة التلقائية والبساطة إلى مرحلة التنظيم والمؤسسية في كافة مجالات الحياة, جعل من اللازم للأعمال والأنشطة الخيرية أن تمارس في دائرة المؤسسات والتنظيم المبني على التخطيط السليم، والذي بدوره يحتاج إلى المعرفة العلمية والمعلومات الدقيقة. وأضاف أنه بناء على كل هذا أصبح البحث العلمي والدراسات المؤصلة شرطاً لازماً وعملاً يجب أن يسبق أي مشروع خيري أو عمل إنساني مهما كان حجمه. وذكر ممثل مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية، بدر الراجحي، أن القطاع الخيري في المملكة خطا خطوات مميزة من خلال دعم حكومي وبذل كبير من قادة العمل الخيري، مشيراً إلى أن المؤسسات الخيرية المانحة ما هي إلا رافد من روافد هذا القطاع. وناقشت الورقة الأولى في الورشة التي قدمها الخبير مايك هدسون مكونات القطاع غير الربحي الذي يتكون من القطاع الثالث ومؤسسات المجتمع المدني وقطاع المنظمات غير الحكومية والقطاع التطوعي والخيري، واستعرض أدوارها وخواصها والفرق بينها وبين المؤسسات الحكومية، مسلطاً الضوء على الفرق بين القطاعات غير الربحية بين عدد من الدول ذات التجربة المتقدمة في هذا المجال. كما ناقشت الورقة الثانية، التي قدمها ديريك فيلدمن، الاستدامة المالية في المؤسسات غير الربحية، ونادى فيلدمن إلى الاستقلالية المالية في القطاع الثالث، وعدم الاعتماد على الدعم الحكومي، وناقش مصادر الدخل للمنظمات غير الربحية، والحفاظ على الصحة المالية للمؤسسة. بينما تناولت الورقة الثالثة كيف تستطيع المؤسسات الخيرية إقناع المتبرع والمانح بالتبرع من خلال عرض الأثر الاجتماعي للمشاريع التي تنفذها الجهة الخيرية، وعرض النتائج والأثر الاجتماعي لبرامجها، موضحة أهمية قياس النتائج والآثار للمنظمات من أجل البقاء والنماء في ظل التنافس على تنمية الموارد المالية. ويتخلل المناسبة ثلاث ورش عمل تدريبية للجهات الخيرية، تركز أولاها على إدارة الموارد البشرية في المؤسسات وإدارة المتطوعين ويقدمها مايك هدسون، بينما تتناول ثانيتها إدارة التخطيط الإستراتيجي للجمعيات والمؤسسات ويقدمها مارتن كولنج، فيما تتناول ثالثتها إدارة المشاريع في المنظمات غير الربحية ويقدمها بوب برينوفوست. كما تتضمن المناسبة ورشتي عمل متخصصتين للتنفيذيين العاملين بالمؤسسات المانحة تناقشان التخطيط الإستراتيجي للمنح في المؤسسات المانحة وقياس الأثر الاجتماعي للبرامج المدعومة من الجهات المانحة.