غابت ابتسامات الفرح بالاحتفالات الشعبية عن بعض المحافظات والمراكز بتهامة عسير، على غير العادة هذا العام، لا سيما بعض المراكز التابعة لمحافظة المجاردة، لحرص مسؤولي الدوائر الحكومية ومن بيدهم قرار الاحتفال، على قضاء إجازاتهم خارج أسوار دورهم الخدمية، وفقاً لإفادات أهالي المحافظة ل "سبق". وقال المواطن محمد الشهري، وهو أحد سكان المجاردة: "أقيم احتفال العيد بمحافظة المجاردة بسوق الاثنين الشعبي، وكان خجولاً، ولم يرق إلى المستوى المطلوب، فهو لا يوازي الاحتفالات السابقة من ناحية التخطيط المسبق والإعداد المبرمج". وأوضح: "لم تعلن البلدية عن برنامج الاحتفال ولا موقعه، ولم نشاهد ما يوحي بأن هنا عيد من اللوحات الدعائية واللافتات إلا بعض الإنارة ذات الألوان المتعددة التي وُضعت على جانبي الطريق الرئيسي". وأضاف: "لم تجهز البلدية حديقتي التعاون والأندلس الوحيدتين بالمجاردة لاستقبال الزوار من المواطنين والمقيمين خلال أيام العيد في ظل تحسن الأجواء الماطرة على المحافظة التي شهدتها خلال الأيام الفائتة". وقال الشهري: "نطالب بمحاسبة المقصرين تجاه الأهالي، فالحضور كان بسيطاً جداً، ولم يكن للنساء والأطفال نصيب فيه". أما في مركز "ثلوث المنظر" التابع لمحافظة المجاردة، فقد اكتفت بعض القبائل بعمل احتفالات مصغرة في الاستراحات والمساحات الترابية احتفالاً بالعيد. وأوضح مصدر ل "سبق" أن قبيلة نعص أقامت حفلها في استراحة، وكذلك قبيلة ثلوث المنظر الساكنة وسط المركز، فقد قامت بجهد شبابي بعمل حفل تضمن كلمات خطابية ومسابقات، وسط غياب تام للمسؤولين في المركز الذي يعد نقطة تجمع للقبائل في المنطقة . وكشف مصدر أن القبائل في المركز اجتمعت العام الماضي في حفل موحد أضفى البهجة بالعيد السعيد، وجمع القبائل في المركز. وقال سعد بن عون رئيس مركز ثلوث المنظر في اتصال هاتفي مع "سبق": إنه ليس لديه علم بذلك، وإنه يتمتع بإجازته السنوية البالغة 72 يوماً، وان الأهالي حريصون على إقامة الاحتفال بالعيد سنوياً، وأرجع ذلك لعدم قيام البلدية بتجهيز مكان الاحتفال جرياً على العادة السنوية. ولم تكن الحال مختلفة إلى الجنوب من المحافظة، حيث يقع مركز بارق وهو من أكثر المراكز كثافة سكانية. وقال محمد على البارقي: "إن فرحة العيد هذا العام كانت يتيمة وصمتت الاحتفالات بالعيد السعيد هنا، ولم تزين البلدية الشوارع والطرق الرئيسية". وأضاف: "بقيت اللوحات الدعائية شاهدة على ذلك، لا سيما لوحات حملة الانتخابات البلدية". وقال البارقي: "إن المركز الحضاري الذي أنشئ على مساحة شاسعة وتم تجهيزه وعمل إنارة واستكمال نقص الخدمات به، وقف شاهداً غير قادر على الحراك، ولم تقم به الاحتفالات، فما الفائدة من وجودة إذاً؟". "سبق" اتصلت بعلي سعيد بن حموض رئيس مركز بارق الذي أوضح أنه يتمتع بإجازته السنوية منذ اليوم العشرين من رمضان. وقال: أهالي بارق أهل جود وكرم، وهم من أحرص الناس على إقامة الاحتفالات سنوياً، ولكن من المعلوم أنه يكتفى غالباً بحفل المحافظة".