لا تزال الصومال تلح على ضمائر أعمدة الرأي، فيثني كاتب على تبرع مجموعة اللاعبين السعوديين "نور والحارثي والقحطاني والشلهوب وعبدالغني"، مبدياً دهشته لعدم تبرع أثرياء المملكة، واصفاً إياهم بأنهم في "غاية السلبية والبخل". فيما يرى كاتب آخر أن العيد هذا العام له مذاق مختلف، حينما يلبس المواطن العربي ثوباً جديداً مطرزاً بمعاني ثورات الحرية والكرامة.
كاتب: تبرع لاعبو الكرة السعوديين للصومال.. فأين الأثرياء؟
أثني الكاتب الصحفي خالد الفريان في صحيفة "الرياض" على مجموعة اللاعبين السعوديين التي تبرعت بمليون دولار لكل منهم، لصالح ضحايا الجفاف والمجاعة في الصومال، مبدياً دهشته لعدم تبرع أثرياء المملكة، واصفاً إياهم بأنهم في "غاية السلبية والبخل"، مشيراً إلى أن حجم تبرعات السعوديين قليل جداً حتى الآن، ففي مقاله "التبرع للصومال ما بين اللاعبين ومشاهير الإسلاميين"، يقول الكاتب: "لم أصدق قيام اللاعبين محمد نور وسعد الحارثي وياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وحسين عبدالغني بالتبرع بمليون ريال من كل واحد منهم للصومال، وقيام عدد كبير من الرياضيين بتبرعات أخرى سخية، فاستعنت بصديقي جوجل للتأكد من المعلومة، وأكد صحتها، وهذا موقف إنساني كريم ونبيل من الرياضيين يستحق كل الشكر والتقدير". ويضيف الكاتب: "كان يفترض أن يمثل موقف اللاعبين قدوة لأغنياء البلد، إلا أنه للأسف لم يكن قدوة، ففي بلادنا آلاف الوجهاء الذين يملكون مئات الملايين والمليارات، ولم يتبرعوا بهذا السخاء.. وقد أحبطني السيد جوجل كثيراً حيث لم أتوصل من خلاله إلى رقم دقيق لحجم تبرعات المواطنين السعوديين للصومال، ولكن يبدو أنها في حدود 200 مليون ريال فقط، إذا ما استثنينا تبرعات القيادة حفظها الله". ويعلق الكاتب بقوله: "من وجهة نظري أن حجم تبرعات السعوديين كان قليلاً جداً، وكان يفترض أن تصل تبرعاتنا للصومال وأفريقيا عدة مليارات لوقف هذه المأساة، فثروات الأغنياء السعوديين وودائعهم في البنوك المحلية والأجنبية بالتريليونات، وعلى سبيل المثال هناك غني واحد تم الإفصاح -لأسباب معينة- عن ثروته، بلغت زكاة أمواله سنوياً أكثر من مليار ريال". ويمضي الكاتب بلهجة لا تخلو من التحذير: "لن أتحدث كثيراً عن غياب العدالة وعن مأساة الملايين في أفريقيا وبخاصة في الصومال حيث يموت كل ساعة العشرات من الجوع.. لكني سوف أتحدث عن سلبية بعض المسلمين الذين يلومون الغرب ومنظماته على التبشير في الدول الفقيرة ويصرخون شاجبين لانتشار التنصير في هذه الدولة أو تلك.. وهذا الصراخ والشجب من البعض في معظمه من باب المزايدات التي لا تقدم ولا تؤخر، ربما بعض "الفوائد" الشخصية التي يحققها أصحابها، بينما كان يفترض من هذه الفئة بذل كل نفيس نصرة لإخوانهم المسلمين". ويتساءل الكاتب: "أليس من المستغرب أن يدفع لاعب مليون ريال للصومال، وثروته قد لا تتجاوز خمسة ملايين أو عشرة، بينما يدفع بعض هؤلاء ممن قد تصل ثروته 100 مليون ريال، 20 أو 30 ألف ريال فقط". ثم يتوجه الكاتب لعلماء المسلمين قائلاً: "ألا تستوجب حال أهل أفريقيا والصومال من العلماء المسلمين الأغنياء ومن المنظمات الإسلامية والمؤسسات المالية النزول بقوة إلى ساحة الميدان". وينهي الكاتب بقوله: "أقول بكل شفافية ووضوح: إن هذه الفئة في غاية السلبية والبخل والبعد عن القيم الإنسانية إزاء المحنة الكبرى التي يتعرض لها أهلنا في أفريقيا، ما لم يثبتوا عدم صحة ما قلت، وحينها سوف أتراجع واعتذر عن هذا الادعاء فوراً".
"العماني": عيد عربي بطعم ثورات الحرية والكرامة
يرى الكاتب الصحفي فاضل أحمد العماني في صحيفة "الوطن" أن العيد هذا العام له مذاق مختلف، حينما يلبس المواطن العربي ثوباً جديداً مطرزاً بمعاني الحرية والكرامة يشعر بمعنى الفرح والسعادة والبهجة، يشعر بالعيد الحقيقي بكل تفاصيله الجميلة، ففي مقاله "عيد عربي بطعم الحرية والكرامة" يقول الكاتب: "يبدو أن العيد في هذا العام مختلف تماماً عن كل الأعياد الماضية، وذلك لسبب بسيط جداً، لكنه في نفس الوقت يعني الشيء الكثير، فالعيد حينما يُمزج بطعم الحرية والكرامة يُصبح عيداً حقيقياً يستحق الفرح والبهجة والانتشاء، بل ويستحق الاحتفال. الثورات العربية المتلاحقة منذ عام تقريباً، والتي أعادت لهذه الأمة الخالدة بعضاً من تاريخها المجيد، حينما سادت الدنيا بحضارتها الإسلامية الرائعة، وبعلومها ومعارفها وإنجازاتها الكبيرة، وكذلك بسلوكها وأخلاقياتها الرفيعة، هذه الأمة التي ابتعدت وتوارت كثيراً عن منصات التقدم والتطور والازدهار، ها هي تعود الآن من جديد لذلك الزمن الجميل". وعن الثورات العربية الجديدة، سر الطعم المختلف للعيد يقول الكاتب: "حينما يلبس المواطن العربي ثوباً جديداً مطرزاً بمعاني الحرية والكرامة والعزة يشعر بمعنى الفرح والسعادة والبهجة، يشعر بالعيد الحقيقي بكل تفاصيله الجميلة، ومظاهره الرائعة، فالعيد بلا حرية أو كرامة أو عزة لا قيمة ولا معنى له.. ففي هذا العام فقط، اكتشفت الأمة العربية، سر قوتها الحقيقية، هذا السر الكامن في حيوية وعنفوان شبابها، وكل تلك الصور والقصص والمواقف والتضحيات التي سطّرها الشباب العربي تؤكد من جديد بأن هذه الأمة العظيمة لا تموت. قد يعتريها الضعف، وتُصاب بالمرض، ولكنها أبداً لا تموت، ورغم كل تلك السنين الطويلة في غياهب النسيان والإهمال، ها هي تعود الآن بفضل إرادة شبابها، وحكمة المخلصين من نخبها، فالثورات العربية هنا وهناك تُعلن للعالم، كل العالم بأن الأمة العربية تنهض من جديد". وينهي الكاتب بقوله: "ما أجمل العيد حينما يأتي بكل تفاصيله الجميلة، كالثوب الأبيض الجديد، وألعاب الأطفال البريئة، والعبارات المفعمة بالأماني والأمل، وتبادل التهاني والحلوى، وزيارات الأهل والأصدقاء، ولكن الأجمل من كل ذلك، أن يكون ممزوجاً بطعم الحرية والكرامة".