لم أصدق قيام اللاعبين محمد نور وسعد الحارثي وياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وحسين عبدالغني بالتبرع بمليون ريال من كل واحد منهم للصومال ، وقيام عدد كبير من الرياضيين بتبرعات أخرى سخية ، فاستعنت بصديقي قوقل للتأكد من المعلومة ، وأكد السيد قوقل صحتها، وهذا موقف إنساني كريم ونبيل من الرياضيين يستحق كل الشكر والتقدير. وكان يفترض أن يمثل موقف " اللاعبين " قدوة لأغنياء البلد ، إلا أنه للأسف لم يكن قدوة ، ففي بلادنا آلاف "الوجهاء" الذين يملكون مئات الملايين والمليارات ، ولم يتبرعوا بهذا السخاء. وقد أحبطني السيد قوقل كثيرا حيث لم أتوصل من خلاله إلى رقم دقيق لحجم تبرعات المواطنين السعوديين للصومال ، ولكن يبدو أنها في حدود 200 مليون ريال فقط ( إذا ما استثنينا تبرعات القيادة حفظها الله ) . من وجهة نظري أن حجم تبرعات السعوديين كان قليلا جدا ، وكان يفترض أن تصل تبرعاتنا للصومال وأفريقيا عدة مليارات لوقف هذه المأساة ، فثروات الأغنياء السعوديين وودائعهم في البنوك المحلية والأجنبية بالتريليونات ، وعلى سبيل المثال هناك غني واحد تم الإفصاح - لأسباب معينة - عن ثروته ، بلغت زكاة أمواله سنويا أكثر من مليار ريال . لن أتحدث كثيرا عن غياب العدالة وعن مأساة الملايين في أفريقيا وبخاصة في الصومال حيث يموت كل ساعة العشرات من الجوع ، ومن يبقى حيا يعيش حياة مليئة بالأمراض والبؤس والحرمان من أساسيات الحياة الإنسانية الكريمة فضلا عن متعها ، فالجميع يعرف عن هذه المعاناة . لكني سوف أتحدث عن سلبية بعض المسلمين الذين يلومون الغرب ومنظماته على التبشير في الدول الفقيرة ويصرخون شاجبين لانتشار التنصير في هذه الدولة أو تلك ، أو انتشار أتباع طائفة إسلامية أخرى في هذه المنطقة أو تلك على حساب طائفتهم . وهذا الصراخ والشجب من البعض في معظمه من باب المزايدات التي لا تقدم ولا تؤخر ربما بعض " الفوائد " الشخصية التي يحققها أصحابها ، بينما كان يفترض من هذه الفئة بذل كل نفيس نصرة " لإخوانهم المسلمين". أليس من المستغرب أن يدفع " لاعب " مليون ريال للصومال ، وثروته قد لا تتجاوز خمسة ملايين أو عشرة ، بينما يدفع بعض هؤلاء ممن قد تصل ثروته مئة مليون ريال عشرين أو ثلاثين ألف ريال فقط . ألا تستوجب حال أهل أفريقيا والصومال من العلماء المسلمين الأغنياء ومن المنظمات الإسلامية والمؤسسات المالية النزول بقوة إلى ساحة الميدان عبر الدفع بسخاء لفقراء المسلمين مهما كان لونهم أو مذهبهم ! ، وعبر تنظيم حملات دعم كبرى لوقف هذه المأساة التي يندى لها جبين الإنسانية ، ويتحمل معظم وزرها أغنياء وعلماء المسلمين . ** ختاما وكملخص للمقالة ، أقول بكل شفافية ووضوح : إن هذه الفئة في غاية السلبية والبخل والبعد عن القيم الإنسانية إزاء المحنة الكبرى التي يتعرض لها " أهلنا" في أفريقيا ، ما لم يثبتوا عدم صحة ما قلت ، وحينها سوف أتراجع واعتذر عن هذا الادعاء فورا .