شدّد مواطنون ومختصّون على ضرورة أن يكون الدرس المُستفاد من حادثة مستشفى جازان العام، التي راح ضحيتها 148 شخصاً، هو تعزيز جهود المراقبة ومحاسبة كل مقصّر في أداء واجبه وعدم الانتظار حتى تقع "الكارثة". وقال عددٌ من المواطنين: "مع الأسف الشديد، فإن الجهات المعنية لا تتحرّك إلى بعد وقوع الكوارث وسقوط الأرواح وتسجيل الخسائر".
وأضافوا: "مديريات الدفاع المدني لديها عديد من الملاحظات على المستشفيات في المملكة ولا يتم التعامل معها إلا بعد وقوع الكارثة، وأغلب المستشفيات يوجد فيها شبك حديدي على النوافذ ومعظم أبواب الطوارئ مغلقة".
وأردفوا: "اللجان التفتيشية المختصّة بتوفير وسائل السلامة لا تتخذ إجراءات فورية وحازمة في حالة رصد قصور، بينما كان يجدر بها أن تبادر بإغلاق المباني ودعوة المواطنين إلى عدم العلاج في هذه المستشفيات".
وتابعوا: "إدارة الطوارئ في الصحة مع المستشفيات يجب عليها التجديد في المختصّين والاستفادة من تبادل الثقافات مع الدول التي لها باع طويل في التعامل مع الطوارئ والأزمات". من جهته، قال المستشار القانوني الدكتور محمد الجدعان: "رحم الله المتوفين في حادثة مستشفى جازان الأليمة وتعازينا لذويهم وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان".
وأضاف: "يجب أن يعرف الجميع الأسباب المؤدية لحدوث التماس الكهربائي وأخطاء إغلاق أبواب الطوارئ، ويجب تحديد المسؤولية، ثم المحاسبة".
وأردف: "ينبغي للجهات والمرافق والمباني الحكومية والخاصة كافة، التعاون مع الدفاع المدني والجهات ذات الاختصاص من خلال التأكيد على المتابعة والرقابة فيما يخص وسائل السلامة والوقاية ومكافحة الحريق ومواصفات وسائل الإطفاء والمراقبة والإنذار".
أمّا الباحث في القضايا الفكرية محمد بن ظافر العرجاني، فقد قال: "لا بد من التحقيق العاجل في سبب الحريق ومعرفة سر عدم وجود الإخلاء السريع ونقل المرضى ومكافحة الحريق بشكل فاعل".
وأضاف: "اعتدنا ألا ينكشف القصور إلا بعد حدوث الكوارث، ولكن يجب الاستعداد التام قبل حدوث أي كارثة ومحاسبة المقصرين وإبراز العقوبة لتحقيق هدف الردع".
وأردف: "خطأ أي موظف يجب أن يحاسب عليه الوزير بسبب التساهل في المتابعة والمراقبة قبل وقوع الكوارث".
ووصف المواطن غازي بن عبدالله العتيبي، الحادثة بأنها "عبرة"، وقال: "لا يكفي أن يذهب المسؤول إلى موقع الكارثة بعد وقوعها، وإنما يجب أن تستعيد هيئة مكافحة الفساد هيبتها ودورها".
وقال المستشار التعليمي والتربوي الدكتور محمد العامري: "ثقافة إدارة الأزمات لا تعني التحرك بعد وقوع الكارثة وترديد عبارات النفي وتقديم المسكنات، وإنما تعني التخطيط المبكر لتلافي المخاطر والأزمات عبر اعتماد الشفافية والجودة، وأن يمارس المسؤول دوره الحقيقي".
وأضاف: "الإعلام درج على إظهار زيارات المسؤولين للإدارات وكأن المطلوب فقط هو المراسم الاحتفالية، ولكن الحقيقة أن جازان حزينة ومكلومة ومفجوعة، ولا بد من محاسبة المقصرين".
وأردف: "هل مستوى الخدمات المقدم لأهالي جازان يليق بما هو مأمول؟ أم أننا سنظل ننتظر وقوع الكارثة القادمة حتى يسمع صوتنا ويتحرّك المسؤولون لمعالجة القصور؟".