أكد وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن وزارته ستعمل على تقصي أسباب حادث حريق مستشفى جازان العام فجر اليوم للتأكد من تقليل فرص وقوعه مرةً أخرى ، وكشف الفالح الحصيلة النهائية للضحايا حيث بلغ عدد المتوفين 24 منهم اثنان من المسعفين ، والبقية من المرضى الذين يتجاوز عددهم 120 مصاباً. واعترف الفالح بأن الحادث الذي وقع في مستشفى جازان العام يمثل خللا في المنظومة الصحية ، معبرا عن تعازي خادم الحرمين الشريفين لأهالي المتوفين ودعواته للمرضى بالشفاء العاجل ، جاء ذلك في لقاء مباشر مع قناة الإخبارية السعودية في منطقة جازان.
وحول الحادث قال الفالح إن الحريق لم يستبب في عدد كبير من الإصابات في الدور الأول وأن الاختناق بالدخان هو المتسبب في ارتفاع عدد الضحايا وليس حروق مباشرة للجسم ، وأكد الفالح أن قسم الحضانة في المستشفى تمكن من إخلاء سليم وسلس لمرضاهم إلى قسم العناية الفائقة وأن أحد المرضى كانت حالته حرجة توفي أثناء عملية إخلائه.
وقال الفالح إن المصابين تم نقلهم إلى 4 مستشفيات اثنان منها من المستشفيات الأهلية ، مؤكداً خروج غالبيتهم من المستشفى بعد الإطمئنان على حالتهم الصحية ، ولم يبق منهم إلا 17 مصاباً حالتهم مطمئنة ، ولا يوجد حالات حرجة ، واعداً بزيارتهم الليلة والإطمنان عليهم.
وانتقد الفالح حالة التجمهر الكبير التي حدثت أثناء وقوع الحادث ، واندفاع بعض المواطنين رغبة منهم في المساعدة وإخلاء المرضى ، وكشف عن إصابة 50 شخصاً من المتجمهرين وقال "هم في الواقع أعاقوا عمليات الاغاثة للدفاع المدني ومنسوبي وزارة الصحة ، وأشغلوا المسؤولين والمنقذين بإسعافهم بدلاً من إسعاف المرضى" ، مضيفاً " كلنا فينا الشيمة وحب المساعدة لكن هذه التصرفات أحيانا يكون أثرها عكسيا".
وقال الفالح إن حالة المستشفى بعد الحريق ليست جيدة ، إلا أنه "من الصعب علينا غير المختصين أن نحكم عليه"، وأضاف بأنه سيتم مراجعة المبنى هندسيا للوصول إلى سبب عدم عزل الحريق في الطابق الأول وانتشار الدخان في الطوابق الأخرى ، وقال إن "أي مخالفات في التصميم والإنشاء أو التعديلات في المستشفى تثبت فسنتخذ الإجراءات المناسبة خلال الأيام القادمة".
وأكد الوزير بأنه سيتم تشكيل لجنة ستزور كل مستشفيات المملكة لمراجعة كل إجراءات السلامة والنهوض بها الى أعلى معايير الأمن والسلامة ، مشددا بأن الحادث لن يتكرر وبأن وزارة الصحة لن تفتتح المستشفى الجديد في جازان حتى يتم التأكد من أعلى معايير السلامة في المبنى ، وأضاف بأنه سيتم تدريب جميع الكوادر الصحية في جميع المنشآت الصحية وتأهيلهم وإجراء تجارب إخلاء دورية للتأكد من جاهزيتهم وللتقليل من حدوث الحرائق إلى أقصى حد ممكن ، وأضاف بأن الوزارة لن تكل ولن تمل حتى تصل المنشآت الصحية إلى مستوى عال من التأهيل.