حين تتجوّل في المسجد الحرام والمنطقة المركزية حول الحرم يشدّك بعض الشباب في عمر الزهور وقفوا يخدمون زوّار البيت الحرام. تقوم مجموعة بتطويف كبار السن والعجزة مجاناً بالعربات، في حين ترشد أخرى المعتمرين التائهين، وثالثة توعي بحق الطريق وفسح المجال للزوّار منعاً للتكدس والزحام، ورابعة تساند رجال المرور في مواقف كدي لتنظيم سيارات المعتمرين وتهيئة المداخل والمخارج لها، ومجموعة خامسة تسعف المصابين في الحرم. إنهم المشاركون في برنامج "شباب مكة في خدمتك"، أحد برامج مشروع تعظيم البلد الحرام وهو برنامج موسمي يسعى إلى تحقيق نقلة حضارية في أوساط العمل الشبابي، وتدريبهم على الأعمال التطوعية، بتنفيذ برامج مشتركة بين مشروع تعظيم البلد الحرام، وعدد من الجهات الرسمية لغرس ثقافة خدمة الزوّار والحجاج في شباب مكة، لتصبح الخدمة فخراًً ينتسب كلّ مكي إليه. وخلال جولة ل "سبق" داخل أروقة الحرم المكي، رصدت أحد الأنشطة المتفرعة من خمسة أنشطة من برنامج شباب مكة، وهو نشاط خدمة الطائفين، يبلغ عدد العاملين فيه أكثر من 600 شخص، يعملون 24 ساعة يومياً بالمناوبة، يقومون بتطويف وتسعية كبار السن ومتحدى الإعاقة، وذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين؛ بعربات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وتقدم الخدمة مجاناً مما ترك أثرها الكبير في نفوس ضيوف بيت الله الحرام. وقال الشاب سعد الهلالي أحد عرفاء المجموعة بخدمة الطائفين، إن البرنامج يُعنى بتهيئة وإعداد شباب مكة تربوياً ومهنياً، ويساهم في نشر ثقافة العمل التطوعي، وغرس قيمة السخاء والضيافة. وأضاف: تم تدريبنا جميعاً قبل البدء في العمل على كيفية التعامل مع وفود الرحمن وطريقة الخدمة التي نقدمها لهم، مما يجعل المشروع رائداً في تنمية الإنسان المكي. وقال أمين بن عبد العزيز قاري، مدير جمعية الإحسان لرعاية الإنسان بمنطقة مكة المكرّمة، أحد المستفيدين من خدمة الطائفين، إنه لا يمكن التعبير باللسان عمّا يقوم به شباب مكة في بيت الله الحرام في هذا الموسم عبر هذا البرنامج الجبّار من خدمة الوافدين وضيوف الرحمن. وأضاف قوله: أقترح أن يكون البرنامج طوال العام، داعياً التجار وأهل الكرم أن يدعموا هذا المشروع الخيّر. وأبان عدنان صنيدح المقاطي منسق الوردية الرابعة أن الاحتساب وإخلاص الشباب العاملين من أبرز القيم التي يلمسها المستفيد من البرنامج. وأكد أن عدد الشباب العامل في برنامج شباب مكة بجميع برامجها يزيد على 1600 شاب، يتوزعون في خدمة الطائفين وتقديم الخدمات الإسعافية بالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي، والتعاون مع مرور العاصمة المقدسة، وإرشاد التائهين، والتوعية بحق الطريق.