تطورت أوضاع ثلاثة من الثمانية شبان الذين ظهرت عليهم أعراض غامضة بعد أن سبحوا في أحد أودية "تربة زهران" جنوب محافظة الطائف، حيث ظهرت بُقع حمراء على شكل دوائر تشبه آثار الكي، في كامل أجسامهم، مسببة لهم آلاماً شديدة تصحبها حكة دامية. الثلاثة من الشبان المصابين بالأعراض الغامضة، أحدهم بمستشفى الهدا للقوات المسلحة، واثنان بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، فيما لا يزال الخمسة الباقون بأعراضهم السابقة التي تمثلت في تواصل ارتفاع درجة الحرارة والتقيؤ وغيرها من الأعراض التي نشأت بهم. وتفاعلت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الطائف بمتابعة مديرها الدكتور عبد الرحمن كركمان، مع قضية الشبان المصابين بالأعراض الغامضة، المنومين بعدة مستشفيات حكومية بعد أن نشرتها "سبق". وتم تشكيل لجنة من "الطب الوقائي" زارت المصابين بمستشفيات الطائف "أربعة منهم بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي واثنان بمستشفى الهدا للقوات المسلحة" بعد خروج واحد منهم على مسئوليته، وهو لا يزال متأثراً بالإصابة بعد أن كان منوماً بمستشفى الملك فيصل بالطائف. وناقشت اللجنة المصابين المنومين بالطائف في الحالة التي تعرضوا لها منذ بداية سباحتهم بالوادي، وما تخللها من أعراض غامضة من خلال أسئلة تطرح عليهم وأخبرتهم أنه لم يتم حتى هذه اللحظة تشخيص المرض ولا حتى إيجاد العلاج. كان عدد من الأطباء والاستشاريين اضطروا قبل أيام إلى إجراء تحليل مزرعة لثمانية مواطنين وإرساله لألمانيا، بعد أن عجزت 5 مستشفيات حكومية عن تشخيص حالتهم، التي بدأت أعراضها تظهر بشكل محير منذ التاسع من رمضان، فيما تم تنويمهم بتلك المستشفيات وإبقاؤهم تحت العلاج والمتابعة الطبية دون تقدم أي علاج للحالة الغريبة الغامضة التي أصابتهم. وظهرت الحالة بعد أن قام 13 شخصاً من سكان محافظة الطائف برحلة ونزهة لمنطقة "تربة زهران" جنوب المحافظة يوم 17 من شهر شعبان الماضي، وأمضوا في المنطقة قرابة الأربعة أيام، للاستمتاع بالأجواء بعد هطول الأمطار الغزيرة وجريان السيول، إلا أن 9 منهم -أحدهم في العقد الثامن من عمره- سبحوا في الوادي المليء بمياه السيول الراكدة في ظل وجود أعداد كبيرة من المتنزهين. ويوم 21 من شعبان غادروا جميعاً المنطقة وعادوا لمنازلهم، سواء في الطائف أو منطقة بني سعد جنوب المحافظة، لكن أحدهم شعر بأعراض بدأت من اليوم الأول من الشهر الكريم، وزادت حدتها وأجبرته على الذهاب للمستشفى في اليوم التاسع من رمضان. وسرعان ما لحق به سبعة آخرون شعروا بالأعراض نفسها التي تمثلت في ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وصلت إلى 41 مع تعرق وصداع، وبعضهم تحدث له حالات تشنج وقيء متواصل وآلام في البطن وتعب وتكسر في الجسم وخمول وغثيان بين فترة وأخرى بخلاف فقدان الشهية عن الأكل والماء. وجميع الثمانية شبان جرى تنويمهم بخمسة مستشفيات (اثنان في مستشفى الهدا للقوات المسلحة، وأربعة في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي وواحد بمستشفى الملك فيصل بالطائف وخرج على مسئوليته، وواحد في مستشفى السحن بني سعد جنوبالطائف، وواحد في أحد مستشفيات العاصمة المقدسة) كانوا سبحوا في ذلك الوادي المليء بمياه السيول والأمطار، في حين بقي التاسع وهو المسن الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، حيث لا يزال بصحة جيدة ولم يشعر بما شعر به الشبان على الرغم من أنه سبح معهم. وتباينت آراء الأطباء من حيث التشخيص، ففي مستشفى السحن ببني سعد ذكروا أن السبب التهاب في الحلق، واكتفوا بجرعة الفولتارين، وبعد انتهاء مفعولها تعود الأعراض من جديد, وفي مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف ذكروا حدوث تكسر بصفائح الدم وانخفاض كريات الدم البيضاء.