جسّد الفنان راشد الشمراني عبر دوره في مسلسل "قول في الثمانيات" شخصية "أبو هلال" الانتهازية التي تعتمدها المصرفيات المالية والبنوك السعودية بجملة الإسقاطات التي قدمها في مشروعه الجديد. نجح الشمراني في ملامسة أوجاع كثير من الضحايا الذين وقعوا في فخ المديونيات والقروض تحت ذريعة الحاجة، ووفق المنتجات التي تقدمها البنوك وتجني فوائد مالية من ورائها دونما حدود توقف سقف التربح واستغلال الحاجة بالفوائد السنوية المضافة على القروض. كشف مشروع الشمراني غياب الوعي الاستثماري للمواطنين وإقبالهم على القروض دونما مسوغات حقيقية تجبرهم على ذلك، لا سيما عندما طرح موضوع السياحة والسفر الذي ضرب به مثلاً لبعض العقليات التي لا تدرك حجم المسئولية من وراء مثل هذه القروض البنكية والشيكات والرهنيات. وقدّم طرحاً مزدوجاً لقضايا المصرفية والشيكات بلا رصيد والشركات التي تستغل كل ذلك في سبيل الاستفادة من حاجة هؤلاء إلى أن تنتهي بإفلاسهم. وقدّم صورة حقيقية لبعض النماذج من الوسطاء، عندما دفع الأهالي لتوقيع سندات وشيكات للحصول على مبلغ نقدي بفوائد عالية لأهداف كمالية وغير أساسية، من تغيير الفرش والسفر والسياحة، ثم وضعه في فخ مصرفية "أبو هلال" بمصادرة المشتريات وتحويلهم فقراء بعد حالتهم المتوسطة أو البسيطة. وصوّر المشهد الأخير عندما ظهر سكان الحي بملابسهم الداخلية فقط، النهاية التي يمكن أن يكون عليها المحتاج الذي يقع في فخ الفوائد والقروض البنكية، في مشهد قوي بعث رسائل تحذير قوية إلى المواطن السعودي الذي يعيش بالأقساط من لحظة ولادته وحتى مماته، منتقداً بذكاء سلوك بعض المصارف واستغلالها لحاجة الناس رغم أنهم لا يجنون فوائد ربوية منهم، أو يدفعون ضريبة للدولة.